الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4183 (31) باب من عرض عليه طيب أو ريحان فلا يرده، وبماذا يستجمر؟

                                                                                              [ 2122 ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الريح.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 320) ومسلم (2253) وأبو داود (4172) والنسائي (8 \ 189). [ ص: 558 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 558 ] (31) ومن باب من عرض عليه ريحان فلا يرده

                                                                                              الريحان: كل بقلة طيبة الريح. قاله الخليل. والمراد به في هذا الحديث: كل الطيب; لأنه كله خفيف المحمل، طيب الريح; ولأنه قد جاء في بعض طرق هذا الحديث: (من عرض عليه طيب) بدل: (ريحان).

                                                                                              و(قوله: خفيف المحمل، طيب الريح ) المحمل - بفتح الميمين - ويعني به: الحمل، وهو مصدر: (حمل) وبفتح الأولى وكسر الثانية: هو الزمان والمكان. وقد يقال في الزمان بالفتح في الثانية. والمحمل-أيضا-: واحد محامل الحاج. والمحمل - بكسر الأولى وفتح الثانية -: واحد محامل السيف. وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول إلى العلة التي ترغب في قبول الطيب من المعطية. وهي: أنه لا مؤونة ولا منة تلحق في قبوله; لجريان عادتهم بذلك، ولسهولته عليهم، ولنزارة ما يتناول منه عند العرض، ولأنه مما يستطيبه الإنسان من نفسه، ويستطيبه من غيره.

                                                                                              وفيه من الفقه: الترغيب في استعمال الطيب، وفي عرضه على من يستعمله.




                                                                                              الخدمات العلمية