الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [17 - 19] لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون

                                                                                                                                                                                                                                      لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أي: من عذابه شيئا ما، كما كانوا يفتدون بذلك في الدنيا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم أي: في الدنيا كاذبين مبطلين، إشارة إلى مرونهم على النفاق، ورسوخهم فيه، حتى لدى من لا تخفى عليه خافية.

                                                                                                                                                                                                                                      ويحسبون أنهم على شيء أي: من النفع أو من الحق ألا إنهم هم الكاذبون أي: فيما يحلفون عليه [ ص: 5728 ] في الدارين.

                                                                                                                                                                                                                                      استحوذ عليهم الشيطان أي: استولى عليهم حتى صار الكذب والفساد ملكة لهم فأنساهم ذكر الله أي: بتسويل اللذات الحسية، والشهوات البدنية لهم، وتزيين الدنيا وزبرجها في أعينهم. أولئك حزب الشيطان أي: أتباعه في الفساد والإفساد ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون أي: للسعادة في الدارين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية