الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فقه التوسط (مقاربة لتقعيد وضبط الوسطية)

الدكتور / نوار بن الشلي

وسطية الأمة مبناها على الدين

هذا ضابط في فهم حقيقة الوسطية الموصوفة بها الأمة في القرآن الكريم، وما كان لنا أن نورده أو نهتم بذكره لولا أني رأيت بعضهم قد ألف كتابا باسم الوسطية العربية، وذكر فيه كثيرا من الحقائق والفضائل والمزايا التي اختصت بها الوسطية، والحق أن الفضل في ذلك لا يعود إلى العرق العربي وحده، وهل كان العرب إلا بالإسلام؟ قال الله تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) (البقرة: 143) .

والشهادة على الأمم، ميزة تتمتع بها الأمة الإسلامية، وهي ميزة مرتبطة بسببها، وهي أنها خير الأمم، وأعدلها، وأبعدها عن الغلو الذي يصيب العقول والأفهام، فينحرف بها إلى الفسوق أو الابتداع.

فمعنى الوسطية الواردة في القرآن وصفا للأمة الإسلامية بجعل الله لها كذلك، يرتبط ارتباطا وثيقا بدلالة اللغة، وباللسان العربي المبين الذي نـزل به القرآن الكريم.

والوسطية إسلامية، وليست عربية؛ لأن المقصود بالأمة في قول الله تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) (البقرة: 143) ، هو الأمة الإسلامية، التي تعتبر الأمة العربية أهم مفرداتها. [ ص: 201 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية