الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين ( 92 ) )

يقول تعالى ذكره : قل ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ) و ( أن أكون من المسلمين ) ( وأن أتلو القرآن فمن اهتدى ) يقول : فمن تبعني وآمن بي وبما جئت به ، فسلك طريق الرشاد ( فإنما يهتدي لنفسه ) يقول : فإنما يسلك سبيل الصواب باتباعه إياي ، وإيمانه بي ، وبما جئت به لنفسه ، لأنه بإيمانه بي ، وبما جئت به يأمن نقمته في الدنيا وعذابه في الآخرة . وقوله : ( ومن ضل ) يقول : ومن جار عن قصد السبيل بتكذيبه بي وبما جئت به من عند الله ( فقل إنما أنا من المنذرين ) يقول تعالى ذكره : فقل يا محمد لمن ضل عن قصد السبيل ، وكذبك ، ولم يصدق بما جئت به من عندي : إنما أنا ممن ينذر قومه عذاب الله وسخطه على معصيتهم إياه ، وقد أنذرتكم ذلك معشر كفار قريش ، فإن قبلتم وانتهيتم عما يكرهه الله منكم من الشرك به ، فحظوظ أنفسكم تصيبون ، وإن رددتم وكذبتم فعلى أنفسكم جنيتم ، وقد بلغتكم ما أمرت بإبلاغه إياكم ، ونصحت لكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية