الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [16 - 17] كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      كمثل الشيطان أي: مثل المنافقين في إغراء بني النضير على القتال، ووعدهم النجدة أو الخروج معهم، ومثل انخداع بني النضير بوعد أولئك الكاذب، كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر أي: إذ غر إنسانا ووعده على اتباعه وكفره بالله النصرة عند الحاجة إليه فلما كفر أي: بالله، واتبعه وأطاعه قال أي: مخافة أن يشركه في عذابه، مسلما له وخاذلا إني بريء منك أي: فلا أعينك إني أخاف الله رب العالمين أي: في نصرتك فلم ينفعه التبرؤ، كما لم ينفع الأول وعده الإعانة فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين أي: في حق الله تعالى وحق العباد. أي: وهكذا جزاء اليهود من بني النضير والمنافقين الذين وعدوهم النصرة. وكل كافر بالله ظالم لنفسه على كفره به. إنهم في النار مخلدون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية