الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: إن يمسسكم قرح ؛ و " قرح " ؛ جميعا يقرآن؛ وهما عند أهل اللغة بمعنى واحد؛ ومعناه: الجراح وألمها؛ يقال: " قد قرح؛ يقرح؛ قرحا " ؛ و " أصابه قرح " ؛ قال بعضهم: كأن " القرح " ؛ الجرح؛ وكأن " القرح " ؛ الألم؛ وتلك الأيام نداولها بين الناس ؛ أي: نجعل الدولة في وقت من الأوقات للكافرين على المؤمنين؛ إذا عصوا فيما يؤمرون به؛ من محاربة الكفار؛ فأما إذا أطاعوا فهم منصورون أبدا؛ كما قال الله - - عز وجل - ألا إن حزب الله هم المفلحون ؛ ومعنى وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء أي: ليعلم الله من يقيم على الإيمان بعد أن تناله الغلبة؛ أي: يجعل لهم الدولة في وقت من الأوقات ليعلم المؤمنين. [ ص: 471 ] وتأويل وليعلم الله الذين آمنوا ؛ والله - عز وجل - قد علمهم قبل ذلك؛ معناه: " يعلم ذلك واقعا منهم " ؛ كما قال - عز وجل - ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ؛ أي: ليقع ما علمناه غيبا مشاهدة للناس؛ ويقع منكم؛ وإنما تقع المجازاة على ما علمه الله من الخلق وقوعا؛ لا على ما لم يقع؛ وما لم يعملوه؛ قال الله - عز وجل -: وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ؛ وقال: إنما تجزون ما كنتم تعملون

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية