الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة [9]

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الأعمش ( الجمعة) بإسكان الميم ولغة بني عقيل "من يوم الجمعة" بفتح الميم فمن قرأ ( الجمعة) قدره تقديرات منها أن يكون الأصل الجمعة ثم حذف الضمة لثقلها ، ويجوز أن تكون هذه لغة بمعنى تلك ، وجواب ثالث يكون مسكنا لأن التجميع فيه فهو يشبه المفعول به كما يقال : رجل هزأة أي يهزأ به ولحنة أي يلحن ومن قال : ( الجمعة) نسب الفعل إليها أي يجمع للناس ، كما يقال : رجل لحنة أي يلحن الناس وقرأة أي يقرئ الناس ( فاسعوا إلى ذكر الله ) قال قتادة : أي بقلوبكم وأعمالكم أي امضوا ( وذروا البيع ) ولا يقال في الماضي : وذر . قال سيبويه : استغنوا عنه بترك ، وقال غيره : لأن الواو ثقيلة فعدلوا إلى ترك؛ لأن معناه ( ذلكم خير لكم ) أي السعي إلى ذكر الله . قال سعيد بن المسيب : وهي الخطبة خير لكم من البيع والشراء . قال الضحاك : إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء ، وقال غيره : ظاهر القرآن يدل على أن ذلك إذا أذن المؤذن والإمام على المنبر ( إن كنتم تعلمون ) ما فيه منفعتكم ومضرتكم .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 429 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية