الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2188 [ ص: 201 ] 11 - باب: إذا باع الوكيل شيئا فاسدا فبيعه مردود

                                                                                                                                                                                                                              2312 - حدثنا إسحاق، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا معاوية - هو ابن سلام - عن يحيى قال: سمعت عقبة بن عبد الغافر أنه سمع أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: جاء بلال إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمر برني، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من أين هذا؟ ". قال بلال: كان عندنا تمر ردي، فبعت منه صاعين بصاع؛ لنطعم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: " أوه أوه، عين الربا، عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره". [ مسلم: 1594 - فتح: 4 \ 490]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري: جاء بلال إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر برني، فقال له: "من أين هذا؟ ". قال: كان عندنا تمر ردي، فبعت منه صاعين بصاع؛ لنطعم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال عند ذلك: "أوه، عين الربا، عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره ".

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في باب: إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه، والبخاري رواه هنا عن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                              قال الجياني : لم ينسبه أحد من شيوخنا فيما بلغني، قال: ويشبه أن يكون ابن منصور، فقد روى مسلم، عنه، عن يحيى بن صالح هذا الحديث. وقال في الكسوف، وهنا، والأيمان والنذور، وعمرة [ ص: 202 ] الحديبية: حدثنا إسحاق، ثنا يحيى بن صالح، ثنا معاوية بن سلام .

                                                                                                                                                                                                                              والبرني - بفتح الباء - من أطيب التمر. وقوله: "أوه" قال في "المطالع": هي بالقصر والتشديد وسكون الهاء، كذا رويناه، وقيل: بالمد، ولا معنى لمدها إلا بعد الصوت، وقيل: بسكون الواو وكسر الهاء، ومن العرب من يمد الهمزة ويجعل مدها واوين فيقول: آووه، وكله بمعنى التحزن، وعبر بأوه ليكون أبلغ في الموعظة. وقال صاحب "العين": تأوه الرجل آهة إذا توجع، ويقال: أوهة لك، في موضع مشتقة وهم، ويقال: أوه من كذا، على معنى التذكر والتحزن.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: " عين الربا " أي: نفس الربا، ولا خلاف أن من باع بيعا فاسدا أن بيعه مردود.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله "أوه " دليل على فسخه؛ لأن الله تعالى قد أمر في كتابه وقضى برد رأس المال بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا [البقرة: 278] إلى قوله: فلكم رءوس أموالكم [البقرة: 279] وقد روي في هذا الحديث عن بلال أنه - عليه السلام - قال: "اردده" وفي رواية عنه: "انطلق فرده على صاحبه، وخذ تمرك فبعه بحنطة أو شعير، ثم اشتر من هذا التمر، ثم جئني" وساق الحديث، وإنما الغرض في بيع الطعام من صنف واحد مثلا بمثل التوسعة على الناس، ولئلا يستولي أهل الجدة على الطيب.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية