الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1732 1733 - مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قاتل الله اليهود ، نهوا عن أكل الشحم فباعوه فأكلوا ثمنه " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        39788 - قال أبو عمر : هذا الحديث مسند من حديث عمر بن الخطاب ، وحديث ابن عباس ، وحديث أبي هريرة ، وحديث جابر .

                                                                                                                        39789 - وقد ذكرتها في " التمهيد " .

                                                                                                                        39790 - وقيل : إن ابن عباس إنما يرويه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                        [ ص: 319 ] 39791 - حدثني سعيد بن نصر ، وعبد الوارث بن سفيان قالا : حدثني قاسم بن أصبغ قال : حدثني محمد بن إسماعيل قال : حدثني الحميدي قال : حدثني سفيان قال حدثني عمرو بن دينار قال : أخبرني طاوس ، أنه سمع ابن عباس يقول : [ بلغ عمر بن الخطاب أن سمرة ] باع خمرا ، فقال : [ قاتل الله سمرة ، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ] : " قاتل الله اليهود ، حرمت عليهم الشحوم ، فجملوها فباعوها " .

                                                                                                                        39792 - قال أبو عمر : قوله : " فجملوها " . أي أذابوها .

                                                                                                                        39793 - وقد جاء هذا مفسرا في حديث أبي هريرة مذكورا في " التمهيد " .

                                                                                                                        39794 - وأما رواية من روى سماع ابن عباس لهذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                        39795 - فأخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثني محمد بن بكر قال : حدثني مسدد بن مسرهد ، أن بشر بن المفضل ، وخالد بن عبد الله حدثاه [ ص: 320 ] المعنى عن خالد الحذاء ، عن بركة أبي الوليد ، عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا عند الركن قال : فرفع بصره إلى السماء فضحك ، فقال : " لعن الله اليهود - ثلاثا - إن الله حرم عليهم الشحوم ، فباعوها وأكلوا أثمانه ، إن الله تعالى إذا حرم على قوم أكل شيء ، حرم عليهم ثمنه " .

                                                                                                                        39796 - ولم يقل عن خالد بن عبد الله رأيت ، وقال ، " قاتل . . . . " .

                                                                                                                        39797 - قال أبو عمر : معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله إذا حرم على قوم أكل شيء ، حرم عليهم ثمنه " يريد ثمن ما يباع منه للأكل ، وما لا منفعة فيه للأكل .

                                                                                                                        39798 - وأما الحمر الأهلية ، وما كان مثلها مما لا يجوز أكله ويجوز الانتفاع به فجائز بيعه لغير الأكل وأكل ثمنه .

                                                                                                                        39799 - وسيأتي القول في الزيت تقع فيه الميتة ، وما للعلماء في ذلك من المذاهب في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                        الخدمات العلمية