الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فتح بيسان وطبرية

لما قصد أبو عبيدة حمص من فحل أرسل شرحبيل ومن معه إلى بيسان ، فقاتلوا أهلها ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا ، ثم صالحهم من بقي على صلح دمشق ، فقبل ذلك منهم .

وكان أبو عبيدة قد بعث بالأعور إلى طبرية يحاصرها ، فصالحه أهلها على صلح دمشق أيضا ، وأن يشاطروا المسلمين المنازل ، فنزلها القواد وخيولها ، وكتبوا بالفتح إلى عمر .

قال أبو جعفر : وقد اختلفوا في أي هذه الغزوات كان قبل الأخرى ، فقيل ما ذكرنا ، وقيل : إن المسلمين لما فرغوا من أجنادين اجتمع المنهزمون بفحل ، فقصدها المسلمون فظفروا بها .

ثم لحق المنهزمون من فحل بدمشق ، فقصدها المسلمون فحاصروها وفتحوها ، وقدم كتاب عمر بن الخطاب بعزل خالد وولاية أبي عبيدة وهم محاصرون دمشق ، فلم يعرفه أبو عبيدة ذلك حتى فرغوا من صلح دمشق ، وكتب الكتاب باسم خالد ، وأظهر أبو عبيدة بعد ذلك عزله ، وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة ، وفتح دمشق في رجب سنة أربع عشرة .

وقيل : إن وقعة اليرموك كانت سنة خمس عشرة ، ولم تكن للروم بعدها وقعة ، وإنما اختلفوا لقرب بعض ذلك من بعض .

التالي السابق


الخدمات العلمية