الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا كاليهود كفروا بعيسى عليه السلام و الإنجيل بعد الإيمان بموسى عليه السلام و التوراة ثم ازدادوا كفرا حيث كفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام و القرآن أو كفروا به عليه السلام بعد ما آمنوا به قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بالإصرار عليه والطعن فيه و الصد عن الإيمان و نقض الميثاق، أو كقوم ارتدوا و لحقوا بمكة ثم ازدادوا كفرا بقولهم نتربص به ريب المنون أو نرجع إليه فننافقه بإظهار الإيمان. لن تقبل توبتهم لأنهم لا يتوبون إلا عند إشرافهم على الهلاك، فكنى عن [ ص: 57 ] عدم توبتهم بعدم قبولها تغليظا في شأنهم و إبرازا لحالهم في صورة حال الآيسين من الرحمة، أو لأن توبتهم لا تكون إلا نفاقا لارتدادهم و ازديادهم كفرا ولذلك لم تدخل فيه الفاء. وأولئك هم الضالون الثابتون على الضلال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية