الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1748 [ ص: 14 ] ( 2 ) باب الرقية من العين 1751 - مالك ، عن حميد بن قيس المكي ; أنه قال : دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابني جعفر بن أبي طالب ، فقال لحاضنتهما : " مالي أراهما ضارعين " فقالت حاضنتهما : يا رسول الله إنه تسرع إليهما العين ، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما ، إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " استرقوا لهما ، فإنه لو سبق شيء القدر ، لسبقته العين " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        39999 - ورواه ابن وهب في " جامعه " فقال : حدثني مالك ، عن حميد بن قيس ، وعن عكرمة بن خالد ، قال : دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله سواء ، وهو مع ذلك منقطع .

                                                                                                                        [ ص: 15 ] 40000 - ويستند من حديث أسماء بنت عميس ، ومن حديث جابر أيضا ، ومن طرق صحاح نذكرها بعد إن شاء الله - عز وجل - .

                                                                                                                        40001 - وقوله : ضارعين : أي ضعيفين ضئيلين ناحلين ، وللضراعة وجوه في اللغة .

                                                                                                                        40002 - وفي هذا الحديث دليل على أن العين حق يتأذى بها ، وأن الرقى تنفع منها إذا قدر الله ذلك ، فالشفاء بيده - سبحانه - لا شريك له ، وسبيل الرقى سائر العلاج والطب .

                                                                                                                        40003 - وفي قوله : " لو سبق شيء القدر ، لسبقته العين " دليل على أن الصحة والسقم قد علمهما الله - تعالى - ، وما علم فلابد من كونه على ما علمه ، لا يتجاوز وقته ، ولكن النفس تسكن إلى العلاج والطب والرقى ، وكل سبب من أسباب قدر الله وعلمه .

                                                                                                                        40004 - والحاضنة والحضانة معروفة ، وقد تكون الحاضنة هاهنا أمهما أسماء بنت عميس ، وكانت تحت جعفر بن أبي طالب ، ومعه هاجرت إلى أرض الحبشة ، وولدت له هناك عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن جعفر ، وعون بن جعفر ، وهلك عنها بموته ، فخلف عليها بعده أبو بكر الصديق ، فولدت منه محمد بن أبي بكر ، ثم هلك عنها فتزوجها علي بن أبي طالب ، فولدت له يحيى بن علي .

                                                                                                                        40005 - وقد ذكرنا خبرها ، في كتاب " النساء " من كتاب الصحابة .

                                                                                                                        [ ص: 16 ] 40006 - حدثني سعيد بن نصر ، قال : حدثني قاسم بن أصبغ : قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني الحميدي ، قال حدثني سفيان ، قال : حدثني عمرو بن دينار : أخبرني عروة بن عامر ، عن عبيد بن رافعة ، عن أسماء بنت عميس ، أنها قالت : يا رسول الله ! إن ابني جعفر تصيبهما العين ، أفأسترقي لهما ؟ قال : " نعم ، لو كان شيء سابق القدر ، لسبقته العين " .

                                                                                                                        40007 - حدثني عبد الرحمن بن خالد ، قال : حدثني إبراهيم بن علي بن غالب ، قال : حدثني محمد بن الربيع بن سليمان ، قال : حدثني يوسف بن سعيد بن مسلم ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، عن أسماء بنت عميس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر بنيها ; بني جعفر ، فقال : " مالي أرى أجسامهم ضارعة ؟ " قالت : يا نبي الله إن العين تسرع إليهم ، أفأرقيهم ؟ قال : " وبماذا ؟ " فعرضت عليها كلاما ليس به بأس ، فقال : " ارقيهم به " .

                                                                                                                        40008 - وبهذا الإسناد عن حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، قال : سمعت جابر بن عبد الله : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرخص لبني عمرو بن حازم في رقية الحمة .

                                                                                                                        40009 - قال : وقال لأسماء بنت عميس : " ما شأن أجسام بني أخي ضارعة ؟ أتصيبهم الحاجة ؟ " قالت : لا ، ولكن تسرع إليهم العين ، أفأرقيهم ؟ قال : [ ص: 17 ] " وبماذا ؟ " قالت : فعرضت عليه ، فقال : " ارقيهم " .

                                                                                                                        40010 - حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثني ابن المفسر ، قال : حدثني أحمد بن علي بن سعيد ، قال : قال حدثني يحيى بن معين ، قال : حدثني حجاج عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء بنت عميس : " ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة ، أتصيبهم الحاجة ؟ " قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، أفأرقيهم ؟ قال : " بماذا ؟ " فعرضت عليه كلاما ، قال : " لا بأس به فارقيهم " .

                                                                                                                        40011 - وهكذا رواه روح بن عبادة ، عن جريج بإسناد واحد ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، كما رواه يحيى بن معين ، عن حجاج ، عن ابن جريج .

                                                                                                                        40012 - ورواه يوسف بن سعيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، في الإسنادين .

                                                                                                                        40013 - وأما حديث روح بن عبادة ، فحدثناه عبد الوارث بن سفيان ، وأحمد بن قاسم ، قالا : حدثني قاسم ، قال : حدثني الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثني روح بن عبادة . . ، فذكره .




                                                                                                                        الخدمات العلمية