الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1749 [ ص: 18 ] 1752 - مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ; أن عروة بن الزبير حدثه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل بيت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفي البيت صبي يبكي ، فذكروا له أن به العين ، قال عروة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا تسترقون له من العين ؟ " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        40014 - وهذا الحديث في " الموطأ " عند جميع رواته مرسل ، كما ترى .

                                                                                                                        40015 - وكذلك رواه أكثر من رواه عن يحيى بن سعيد ، ورواه أبو معاوية عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ، عن عروة ، عن أم سلمة . 40016 - حدثناه إبراهيم بن شاكر ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن أيوب ، قال : حدثني أحمد بن عمرو البزار ، قال : حدثني أبو كريب ، قال : حدثني أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ، عن عروة بن الزبير ، عن أم سلمة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وفي البيت صبي يبكي . . ، فذكر الحديث .

                                                                                                                        40017 - قال أبو عمر : لا أعلم خلافا بين العلماء في جواز الرقية من العين ، [ ص: 19 ] أو الحمة ; وهي لدغة العقرب ، وما كان مثلها ، إذا كانت الرقية بأسماء الله - عز وجل - ، ومما يجوز الرقي به ، وكان ذلك بعد نزول الوجع والبلاء ، وظهور العلة والداء ، وإن كان ترك الرقى عندهم أفضل وأعلى لما فيه من الاستيقان بأن العبد ; ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأنه لا يعد شيء وقته ، وأن الأيام التي قضى الله بالصحة فيها لم يسقم فيها من سبق في علم الله صحته .

                                                                                                                        40018 - حدثني سعيد بن نصر ، قال : حدثني قاسم بن أصبغ ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، قال : حدثني عفان ، قال : حدثني حماد بن سلمة ، قال : حدثني عاصم عن زر ، عن عبد الله ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " عرضت علي الأمم ، فرأيت أمتي فأعجبتني كثرتهم قد ملأوا السهل والجبل ، قال : يا محمد ، إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ; الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " . فقام عكاشة ، فقال : يا نبي الله ! ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : " اللهم اجعله منهم " ، ثم قام آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : " سبقك بها عكاشة " .

                                                                                                                        40019 - حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثني الحسين بن جعفر الزيات ، [ ص: 20 ] قال : حدثني يوسف بن يزيد ، قال : حدثني العباس بن طالوت ، قال : حدثني أبو عوانة ، عن حصين ، عن الشعبي ، عن بريدة الأسلمي ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا رقية إلا من عين أو حمة " .

                                                                                                                        40020 - قال أبو عمر : وأما ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " من علق التمائم أو عقد الرقى ، فهو على شعبة من الشرك " ، وذلك كله أن يعلق كتابا في عنقه ، أو يرقي نفسه أو غيره ; لئلا ينزل به من الأدواء ، وكل ما أتى عن علي ، وحذيفة ، وعقبة بن عامر ، وسعيد بن جبير وغيرهم من كراهة تعليق القرآن وسائر التمائم والرقى ، معناه ما ذكرنا .

                                                                                                                        40021 - روى ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال : بلغني عن رجال من أهل العلم ، أنهم كانوا يقولون : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الرقى ، حين قدم المدينة ، وكانت الرقى في ذلك الزمان فيها كثير من كلام الشرك ، فلما قدم المدينة لدغ رجل من أصحابه ، فقال : يا رسول الله ، قد كان آل حزم يرقون من الحمة ، فلما نهيت عن الرقى ، تركوها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ادع لي عمارة بن [ ص: 21 ] حزم " ولم يكن له ولد ، وكان قد شهد بدرا ، فدعي له ، فقال : " أعرض علي رقيتك " فعرضها عليه ، فلم ير بها بأسا ، وأذن لهم بها .

                                                                                                                        40022 - قال ابن وهب : حدثني ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : إني أرقي من العقرب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من استطاع منكم أن ينفع أخاه ، فليفعل " .

                                                                                                                        40023 - حدثني سعيد بن نصر ، قال : حدثني قاسم بن أصبغ ، قال : حدثني ابن وضاح ، قال : حدثني أبو بكر ، قال : حدثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرقى ، وكانت عند آل عمرو بن حزم رقية ; يرقون بها من العقرب ، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرضوها عليه ، وقالوا : إنك نهيت عن الرقى ، فقال : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه ، فليفعل " .




                                                                                                                        الخدمات العلمية