4221 (33)
كتاب النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
(1) باب
كونه مختارا من خيار الناس في الدنيا وسيدهم يوم القيامة
[ 2189 ] عن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: واثلة بن الأسقع كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من إن الله اصطفى قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". "
رواه ( 4 \ 107 )، أحمد (2276) (1)، ومسلم (3605 و 3606). والترمذي
كتاب النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
- باب كونه مختارا من خيار الناس في الدنيا وسيدهم يوم القيامة
- باب من شواهد نبوته صلى الله عليه وسلم وبركته
- باب في عصمة الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ممن أراد قتله
- باب ذكر بعض كرامات رسول الله صلى الله عليه وسلم
- باب مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم
- باب مثل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء
- باب إذا رحم الله أمة قبض نبيها قبلها
- باب ما خص به النبي صلى الله عليه وسلم من الحوض المورود
- باب في عظم حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومقداره وكبره وآنيته
- باب شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإمداده بالملائكة
- باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس
- باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقال لا
- باب في رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبيان
- باب في شدة حياء النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية ضحكه
- باب بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الإثم
- باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وعرقه ولين مسه
- باب في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيفيته
- باب في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخضابه
- باب في حسن أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم
- باب في خاتم النبوة
- باب كم كان سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض
- باب عدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
- باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله وأشدهم له خشية
- باب وجوب الإذعان لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
- باب ترك الإكثار من مساءلة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- باب عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطأ
- باب كيف كان يأتيه الوحي
- باب في ذكر عيسى ابن مريم عليهما السلام
- باب في ذكر إبراهيم عليه السلام
- باب في ذكر موسى عليه السلام
- باب قصة موسى مع الخضر عليه السلام
- باب في وفاة موسى عليه السلام
- باب في ذكر يونس ويوسف وزكريا عليهم السلام
- باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الأنبياء
- باب فضائل أبي بكر الصديق واستخلافه رضي الله عنه
- باب فضائل عمر بن الخطاب
- باب فضائل عثمان رضي الله عنه
- باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
- باب فضائل سعد بن أبي وقاص
- باب فضائل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وأبي عبيدة بن الجراح
- باب فضائل الحسن والحسين
- باب فضائل أهل البيت رضي الله عنهم
- باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد
- باب فضائل عبد الله بن جعفر
- باب فضائل خديجة بنت خويلد
- باب فضائل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران
- باب ذكر حديث أم زرع
- باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم
- باب فضائل أم سلمة وزينب زوجي النبي صلى الله عليه وسلم
- باب فضائل أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم
- باب فضائل أبي طلحة الأنصاري
- باب فضائل بلال بن رباح
- باب فضائل عبد الله بن مسعود
- باب فضائل أبي بن كعب
- باب فضائل سعد بن معاذ
- باب فضائل أبي دجانة وعبد الله بن عمرو بن حرام
- باب فضائل أبي ذر الغفاري
- باب فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه
- باب فضائل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر
- باب فضائل أنس بن مالك
- باب فضائل عبد الله بن سلام
- باب فضائل حسان بن ثابت
- باب فضائل أبي هريرة رضي الله عنه
- باب قصة حاطب بن أبي بلتعة وفضل أهل بدر
- باب في فضائل أبي موسى الأشعري والأشعريين
- باب فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه
- باب فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس
- باب فضائل سلمان وصهيب رضي الله عنهما
- باب فضائل الأنصار رضي الله عنهم
- باب خير دور الأنصار رضي الله عنهم
- باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم
- باب فضل مزينة وجهينة وأشجع وبني عبد الله
- باب ما ذكر في طيئ ودوس
- باب ما ذكر في بني تميم
- باب خيار الناس
- باب ما ورد في نساء قريش
- باب في المؤاخاة التي كانت بين المهاجرين والأنصار
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أمنة لأصحابي
- باب خير القرون قرن الصحابة ثم الذين يلونهم
- باب وجوب احترام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- باب ما ذكر في فضل أويس القرني رضي الله عنه
- باب ما ذكر في مصر وأهلها وفي عمان
- باب في ثقيف كذاب ومبير
- باب ما ذكر في فارس
- باب
التالي
السابق
[ ص: 46 ] (33) كتاب النبوات
[(1) ومن باب ]. كونه مختارا من خيار الناس
قد تقدم الكلام في النبوة غير ما مرة.
و (قوله: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ") اصطفى: اختار. وصفوة الشيء: خياره. ووزنه: افتعل. والطاء فيه بدل من التاء لقرب مخرجيهما. ومعنى [ ص: 47 ] اختيار الله تعالى لمن شاء من خلقه: تخصيصه إياه بصفات كمال نوعه، وجعله إياه أصلا لذلك النوع، وإكرامه له على ما سبق في علمه، ونافذ حكمه من غير وجوب عليه، ولا إجبار، بل على ما قال: وربك يخلق ما يشاء ويختار [القصص: 68] وقد اصطفى الله تعالى من هذا الجنس الحيواني نوع بني آدم ، كما قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا [الإسراء: 70] ويكفيك من ذلك كله: أن الله تعالى خلق العالم كله لأجله، كما قد صرح بذلك عنه لما قال تعالى: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه [الجاثية: 13] ثم إن الله تعالى اختار من هذا النوع الإنساني من جعله معدن نبوته، ومحل رسالته، فأولهم: آدم عليه الصلاة والسلام، ثم إن الله تعالى اختار من نطفته نطفة كريمة، فلم يزل ينقلها من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، فكان منها الأنبياء والرسل، كما قال تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [آل عمران: 33 - 34] ثم إن الله تعالى اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل وإسحاق كما قال: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق [النساء: 163] ثم إن الله تعالى اصطفى من ولد إسماعيل كنانة كما ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. ثم إن الله تعالى ختمهم بختامهم، وأمهم بإمامهم، وشرفهم بصدر كتيبتهم، وبيت قصيدتهم، شمس ضحاها، هلال ليلتها، در تقاصيرها، زبرجدها، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، أخره عن الأنبياء زمانا، وقدمه عليهم رتبة ومكانا. جعله الله واسطة النظام، وكمل بكماله أولئك الملأ الكرام، وخصه من بينهم بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، فهو شفيعهم إذا استشفعوا، وقائدهم إذا وفدوا، وخطيبهم إذا [ ص: 48 ] جمعوا، وسيدهم إذا ذكروا، فاقتبس من الخبر عيونه، فبيده لواء الحمد، تحته آدم فمن دون، ويكفيك أثرة وكرامة: " آدم يوم القيامة ". والسيد: اسم فاعل، من ساد قومه، إذا تقدمهم بما فيه من خصال الكمال، وبما يوليهم من الإحسان والإفضال، وأصله: سيود؛ لأن: ألف ساد منقلبة عن واو، بدليل: أن مضارعه يسود، فقلبوا الواو ياء، وأدغموها في الياء، فقالوا: سيد. وهذا كما فعلوا في: ميت. وقد تبين للعقل والعيان ما به كان أنا سيد ولد محمد صلى الله عليه وسلم سيد نوع الإنسان.
وقد ثبت بصحيح الأخبار ما له من السؤدد في تلك الدار، فمنها أنه قال: " أنا سيد ولد آدم ". قال: " وتدرون بم ذاك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد "، وذكر حديث الشفاعة المتقدم. ومضمونه: أن الناس كلهم إذا جمعهم موقف القيامة، وطال عليهم، وعظم كربهم طلبوا من يشفع لهم إلى الله تعالى في إراحتهم من موقفهم، فيبدءون بآدم عليه السلام، فيسألونه الشفاعة، فيقول: نفسي، نفسي، لست لها، وهكذا يقول من سئلها من الأنبياء، حتى ينتهي الأمر إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: " أنا لها "، فيقوم في أرفع مقام، ويخص بما لا يحصى من المعارف والإلهام، وينادى بألطف خطاب وأعظم إكرام: يا محمد ! قل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. وهذا مقام لم ينله أحد من الأنام، ولا سمع بمثله لأحد من الملائكة الكرام، فنسأل الله تعالى باسمه العظيم، وبوجهه الكريم أن يحيينا على شريعته، ويميتنا على ملته، ويحشرنا في زمرته، ولا يجعلنا ممن ذيد عنه، وبعد منه.
[(1) ومن باب ]. كونه مختارا من خيار الناس
قد تقدم الكلام في النبوة غير ما مرة.
و (قوله: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ") اصطفى: اختار. وصفوة الشيء: خياره. ووزنه: افتعل. والطاء فيه بدل من التاء لقرب مخرجيهما. ومعنى [ ص: 47 ] اختيار الله تعالى لمن شاء من خلقه: تخصيصه إياه بصفات كمال نوعه، وجعله إياه أصلا لذلك النوع، وإكرامه له على ما سبق في علمه، ونافذ حكمه من غير وجوب عليه، ولا إجبار، بل على ما قال: وربك يخلق ما يشاء ويختار [القصص: 68] وقد اصطفى الله تعالى من هذا الجنس الحيواني نوع بني آدم ، كما قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا [الإسراء: 70] ويكفيك من ذلك كله: أن الله تعالى خلق العالم كله لأجله، كما قد صرح بذلك عنه لما قال تعالى: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه [الجاثية: 13] ثم إن الله تعالى اختار من هذا النوع الإنساني من جعله معدن نبوته، ومحل رسالته، فأولهم: آدم عليه الصلاة والسلام، ثم إن الله تعالى اختار من نطفته نطفة كريمة، فلم يزل ينقلها من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، فكان منها الأنبياء والرسل، كما قال تعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [آل عمران: 33 - 34] ثم إن الله تعالى اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل وإسحاق كما قال: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق [النساء: 163] ثم إن الله تعالى اصطفى من ولد إسماعيل كنانة كما ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. ثم إن الله تعالى ختمهم بختامهم، وأمهم بإمامهم، وشرفهم بصدر كتيبتهم، وبيت قصيدتهم، شمس ضحاها، هلال ليلتها، در تقاصيرها، زبرجدها، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، أخره عن الأنبياء زمانا، وقدمه عليهم رتبة ومكانا. جعله الله واسطة النظام، وكمل بكماله أولئك الملأ الكرام، وخصه من بينهم بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، فهو شفيعهم إذا استشفعوا، وقائدهم إذا وفدوا، وخطيبهم إذا [ ص: 48 ] جمعوا، وسيدهم إذا ذكروا، فاقتبس من الخبر عيونه، فبيده لواء الحمد، تحته آدم فمن دون، ويكفيك أثرة وكرامة: " آدم يوم القيامة ". والسيد: اسم فاعل، من ساد قومه، إذا تقدمهم بما فيه من خصال الكمال، وبما يوليهم من الإحسان والإفضال، وأصله: سيود؛ لأن: ألف ساد منقلبة عن واو، بدليل: أن مضارعه يسود، فقلبوا الواو ياء، وأدغموها في الياء، فقالوا: سيد. وهذا كما فعلوا في: ميت. وقد تبين للعقل والعيان ما به كان أنا سيد ولد محمد صلى الله عليه وسلم سيد نوع الإنسان.
وقد ثبت بصحيح الأخبار ما له من السؤدد في تلك الدار، فمنها أنه قال: " أنا سيد ولد آدم ". قال: " وتدرون بم ذاك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد "، وذكر حديث الشفاعة المتقدم. ومضمونه: أن الناس كلهم إذا جمعهم موقف القيامة، وطال عليهم، وعظم كربهم طلبوا من يشفع لهم إلى الله تعالى في إراحتهم من موقفهم، فيبدءون بآدم عليه السلام، فيسألونه الشفاعة، فيقول: نفسي، نفسي، لست لها، وهكذا يقول من سئلها من الأنبياء، حتى ينتهي الأمر إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: " أنا لها "، فيقوم في أرفع مقام، ويخص بما لا يحصى من المعارف والإلهام، وينادى بألطف خطاب وأعظم إكرام: يا محمد ! قل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. وهذا مقام لم ينله أحد من الأنام، ولا سمع بمثله لأحد من الملائكة الكرام، فنسأل الله تعالى باسمه العظيم، وبوجهه الكريم أن يحيينا على شريعته، ويميتنا على ملته، ويحشرنا في زمرته، ولا يجعلنا ممن ذيد عنه، وبعد منه.