الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أتم - سبحانه؛ وعز شأنه - البراهين؛ وأحكم الدلائل عقلا وسمعا؛ ولم يبق لمتعنت شبهة؛ ولم يبادروا الإذعان؛ بل زادوا في الطغيان؛ وكادوا أن يوقعوا الضراب والطعان بين أهل الإيمان؛ أعرض - سبحانه وتعالى - عن خطابهم؛ إيذانا بشديد الغضب؛ ورابع الانتقام؛ فقال - سبحانه وتعالى - مخاطبا لرسوله؛ الذي يكون قتلهم على يده: قل ؛ وأثبت أداة دالة على بعدهم عن الحضرة القدسية؛ فقال: يا أهل الكتاب ؛ أي: من الفريقين؛ لم تكفرون ؛ أي: توقعون الكفر؛ بآيات الله ؛ أي: وهي - لكونه الحائز بجميع الكمال - البينات؛ نقلا وعقلا؛ الدالة على أنكم على الباطل؛ لما وضح من أنكم على غير ملة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان كفرهم ظاهرا ذكر شهادته (تعالى) ؛ فقال مهددا: والله ؛ أي: "والحال أن الله - الذي هو محيط بكل شيء قدرة وعلما؛ فلا إله غيره؛ وقد أشركتم به -؛ شهيد على ؛ كل؛ ما تعملون ؛ أي: لكونه يعلم [ ص: 11 ] - سبحانه - السر وأخفى؛ وإن حرفتم وأسررتم"؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية