الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في التواضع

                                                                                                          2029 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد رجلا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله قال أبو عيسى وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وابن عباس وأبي كبشة الأنماري واسمه عمر بن سعد وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في التواضع ) قال في القاموس : تواضع تذلل وتخاشع .

                                                                                                          قوله : ( ما نقصت صدقة ) ما نافية ومن في قوله ( من مال ) زائدة أو تبعيضية أو بيانية أي ما نقصت صدقة مالا أو بعض مال أو شيئا من مال بل تزيد أضعاف ما يعطى منه بأن ينجبر بالبركة الخفية أو بالعطية الجلية أو بالمثوبة العلية ( وما زاد الله رجلا بعفو ) أي بسبب عفوه عن شيء مع [ ص: 150 ] قدرته على الانتقام ( إلا عزا ) في الدنيا فإن من عرف بالعفو عظم في القلوب ، أو في الآخرة بأن يعظم ثوابه أو فيهما ( وما تواضع أحد لله ) بأن أنزل نفسه عن مرتبة يستحقها لرجاء التقرب إلى الله دون غرض غيره ( إلا رفعه الله ) في الدنيا والآخرة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وابن عباس وأبي كبشة الأنماري ) أما حديث عبد الرحمن بن عوف وحديث أبي كبشة الأنماري فلينظر من أخرجهما ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني عنه مرفوعا : ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته ، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته .

                                                                                                          قوله : ( واسمه عمر بن سعد ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : جزم الترمذي في الجامع بأن اسمه عمر بن سعد ، وحكى البخاري الخلاف فيمن اسمه عمر انتهى ، وقال في التقريب : أبو كبشة الأنماري هو سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد وقيل عمر أو عامر بن سعد صحابي نزل الشام له حديث وروى عن أبي بكر انتهى ، قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد في مسنده ومسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية