الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [28 - 32] قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون

                                                                                                                                                                                                                                      قال أوسطهم أي: أعدلهم وخيرهم رأيا ألم أقل لكم لولا تسبحون أي: [ ص: 5901 ] تذكرون الله وتتوبون إليه من خبث نيتكم، وتخشون انتقامه من المجرمين. وكان أوسطهم وعظهم حين عزموا على عزيمتهم الخبيثة، فعصوه، فعيرهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين أي: في ترك استثناء حق المساكين ومنع المعروف عنهم من تلك الجنة. فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون أي: يلوم بعضهم بعضا.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين أي: متجاوزين حدود الله تعالى في تفريطنا وعزمنا السيء عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها أي: بتوبتنا إليه، وندمنا على خطأ فعلنا، وعزمنا على عدم العودة إلى مثله.

                                                                                                                                                                                                                                      إنا إلى ربنا راغبون أي: في العفو عما فرط منا، والتعويض عما فاتنا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية