الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
من قال لامرأته أنت طالق إن خرجت إلا بإذني ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : إذا قال الرجل لامرأته أنت طالق إن خرجت إلا بإذني ، ثم قال لها قبل أن تسأله الإذن ، أو بعد ما سألته إياه قد أذنت لك فخرجت لم يحنث ، ولو كانت المسألة بحالها ، فأذن لها ولم تعلم وأشهد على ذلك لم يحنث ; لأنه قد خرجت بإذنه فإن لم تعلم ، فأحب إلي في الورع أن لو حنث نفسه من قبل أنها عاصية عند نفسها حين خرجت بغير إذنه وإن كان قد أذن لها فإن قال قائل كيف لم تحنثه وهي عاصية ولا تجعله بارا إلا أن يكون خروجها بعلمها بإذنه ؟ قيل أرأيت رجلا غصب رجلا حقا ، أو كان له عليه دين فحلله الرجل ، والغاصب المحلل لا يعلم أما يبرأ من ذلك أرأيت أنه لو مات وعليه دين فحلله الرجل بعد الموت أما يبرأ ؟ قال فإنا نقول فيمنقال لامرأته إن خرجت إلى موضع إلا بإذني فأنت طالق ، ثم قال لها اخرجي حيث شئت فخرجت ولم يعلم فإنه سواء قال لها في يمينه إن خرجت إلى موضع إلا بإذني ، أو لم يقل لها إلى موضع فهو سواء ولا حنث عليه ; لأنه إذا قال إن خرجت ولم يقل إلى موضع فإنما هو إلى موضع ، وإن لم يقله

التالي السابق


الخدمات العلمية