الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " حرف اللام " .

                                                                                                                          " لوط عليه الصلاة والسلام " .

                                                                                                                          لوط عليه السلام النبي المرسل الذي ذكره المصنف في باب القذف . وهو لوط بن هران بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم الخليل ، ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل عليهما السلام ، وهو نبي مرسل ، ذكره الله تعالى في كتابه في غير موضع . أرسله الله تعالى إلى خمس مدائن من مدن الشام ، وهي : المؤتفكات ، أي : المنقلبات قلبها الله تعالى بأهلها ، وكانت في قومه أوصاف مذمومة ، من أفحشها إتيان الذكور ، وعبادة الأصنام ، ومنها اللعب بالحمام ، والخذف بالحصى ، والحبق في المجالس ، ومهارشة الكلاب ، ومناقرة الديوك ، ورمي البندق ، ومضغ العلك ، وخضب أطراف الأصابع بالحناء ، وتصفيف الطرر ، والصفير ، والتصفيق ، وحل الأزرار ، وشرب الخمر ، وقص اللحية ، وطول الشارب ، فهذه سبع عشرة خصلة . فأقام لوط عليه السلام يدعوهم إلى الله تعالى ، وينهاهم عما كانوا عليه ، فلم ينتهوا ، ولم يزدادوا إلا تماديا في غيهم ، فأهلكهم الله تعالى بقلب المدائن بهم ، فجعل أعلاها أسفلها ، والإمطار بالحجارة ، قلبت بهم ثم أتبعت بالحجارة ، قيل : كانت الحجارة لمن لم يكن في المؤتفكات أهلكوا بها ، قيل : إن رجلا منهم كان في الكعبة أربعين يوما والحجر ينتظره ، فلما خرج قتله ، ولحق لوط بعمه إبراهيم ، فكان معه حتى مات ، وأوصى ببناته لعمه إبراهيم ، وقيل : كن ثنتي عشرة ، وقيل : ثلاثا . والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية