الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ( 65 ) )

يقول - تعالى ذكره - : فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر ، فخافوا الغرق والهلاك فيه ( دعوا الله مخلصين له الدين ) يقول : أخلصوا لله عند الشدة التي نزلت بهم التوحيد ، وأفردوا له الطاعة ، وأذعنوا له بالعبودة ، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم ، ولكن بالله الذي خلقهم ( فلما نجاهم إلى البر ) يقول : فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلمهم ، فصاروا إلى البر ، إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم ، ويدعون الآلهة والأوثان معه أربابا .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) فالخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم ، ثم يشركون بعد ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية