الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ( 68 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ومن أظلم أيها الناس ممن اختلق على الله كذبا ، فقالوا إذا فعلوا فاحشة : وجدنا عليها آباءنا ، والله أمرنا بها ، والله لا يأمر بالفحشاء ( أو كذب بالحق لما جاءه ) يقول : أو كذب بما بعث الله به رسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - من توحيده ، والبراءة من الآلهة والأنداد لما جاءه هذا الحق من عند الله ( أليس في جهنم مثوى للكافرين ) يقول : أليس في النار مثوى ومسكن لمن كفر بالله ، وجحد توحيده وكذب رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا تقرير وليس باستفهام ، إنما هو كقول جرير :


ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح

[ ص: 63 ]

إنما أخبر أن للكافرين بالله مسكنا في النار ، ومنزلا يثوون فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية