الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: إذ تحسونهم بإذنه ؛ معناه: تستأصلونهم قتلا؛ يقال: " حسهم القائد؛ يحسهم حسا " ؛ إذا قتلهم؛ ويقال: " هل حسست كذا وكذا؟ " ؛ أي: هل رأيته أو علمته؟ " ؛ ويقال: " ما حسست فلانا؟ " ؛ و " هل حسست له؟ " ؛ والكسر أكثر؛ أي: ما رفقت عليه؛ ولا رحمته؟ ويقال: " جيء به من حسك وبسك " ؛ أي: من حيث ما كان؛ ولم يكن؛ كذلك لفظ الأصمعي ؛ وتأويله: جيء به من حيث تدركه حاسة من حواسك؛ أو يدركه تصرف من تصرفك؛ ومعنى " بإذنه " : بعلمه. وقوله - جل وعز -: حتى إذا فشلتم ؛ أي: جبنتم عن عدوكم؛ وتنازعتم ؛ اختلفتم؛ من بعد ما أراكم ما تحبون ؛ لأنهم أعطوا النصر فخالفوا فيما قيل لهم في حربهم؛ فعوقبوا بأن ديل منهم. وقوله - جل وعز -: منكم من يريد الدنيا ؛ أي: منكم من قصده الغنيمة في حربه؛ ومنكم من يريد الآخرة ؛ أي: يقصد بحربه إلى ما عند الله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية