الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        [ ص: 719 ] كتاب الصيام

                                                                                                                                                                                        النسخ المقابل عليها

                                                                                                                                                                                        1 - (ب) = نسخة برلين رقم (3144)

                                                                                                                                                                                        2 - (ر) = نسخة الحمزوية رقم (115)

                                                                                                                                                                                        3 - (ق3) = نسخة القرويين رقم (368/ 4)

                                                                                                                                                                                        4 - (ش2) = نسخة أهل ناجم - تيشيت (شنقيط) [ ص: 720 ]

                                                                                                                                                                                        [ ص: 721 ]

                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                        كتاب الصيام

                                                                                                                                                                                        أوجب الله تعالى الصيام بالقرآن في تسعة مواضع: صوم رمضان، وقضاؤه على من أفطره في السفر، وقضاؤه على من أفطره لمرض، والصوم على المتمتع، وإماطة الأذى، وجزاء الصيد، والظهار، وقتل النفس، وكفارة اليمين.

                                                                                                                                                                                        وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنه أمر من أفطر في رمضان بالجماع، بصيام شهرين متتابعين".

                                                                                                                                                                                        ومنازل هذا الصوم مختلفة، فمنه مأمور به ابتداء، ومنه مأمور به عند عدم القدرة على غيره، ومنه ما هو مخير بين فعله والإتيان بغيره.

                                                                                                                                                                                        باب في صوم شهر رمضان، والوقت الذي يجب صومه وما يجب منه

                                                                                                                                                                                        قال الله -عز وجل-: كتب عليكم الصيام الآية [البقرة: 183] ، وقال: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن [البقرة: 185] ثم قال: فمن شهد منكم الشهر [ ص: 722 ] فليصمه [البقرة: 185] ، وقال: فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل [البقرة: 187].

                                                                                                                                                                                        فأفادت الآية الأولى وجوب الصوم جملة، دون معرفة العين المأمور بصيامها، وأفادت الآية الثانية معرفة العين المأمور بصيامها، وأنه شهر رمضان، دون معرفة الزمن المأمور به منه، ودون معرفة ما أمرنا بالإمساك عنه، وأفادت الآية الثالثة معرفة الزمان المأمور بإمساكه، مبتدأه ومنتهاه، وأن مبتدأه طلوع الفجر، ومنتهاه غروب الشمس، والذي يجب الإمساك عنه ثلاثة: الأكل، والشرب، والجماع.

                                                                                                                                                                                        قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يمنعن أحدا منكم من سحوره أذان بلال، فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم، وليس أن يقول الفجر، وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى الأرض حتى يقول هكذا، ثم مد عن يمينه وشماله".

                                                                                                                                                                                        وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أدبر النهار من ها هنا، وأقبل الليل من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم". أخرج هذين الحديثين البخاري ومسلم. [ ص: 723 ]

                                                                                                                                                                                        فأبان في الحديث الأول أن الفجر المراد في القرآن هو الثاني، دون الأول، وأبان في الحديث الثاني أن المراد بقوله سبحانه: ... إلى الليل... أن يغيب دور الشمس، وأنه لا يجوز الإفطار عند مغيب بعضها، ولا يلزم الإمساك لبقاء ضيائها بعد مغيب جميعها. [ ص: 724 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية