الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1773 1777 - مالك ، عن يحيى بن سعيد ; أنه قال : أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى عفريتا من الجن ، يطلبه بشعلة من النار ، كلما التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه ، فقال له جبريل : أفلا أعلمك كلمات تقولهن ، إذا قلتهن طفئت شعلته ، وخر لفيه ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بلى " فقال جبريل : فقل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات ، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها ، وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن .

                                                                                                                        [ ص: 95 ]

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        [ ص: 95 ] 40363 - قال أبو عمر : هذا الحديث قد رواه قوم عن يحيى بن سعيد مسندا .

                                                                                                                        40364 - حدثني عبد الله بن محمد بن أسد ، قال : حدثني حمزة بن محمد بن علي ، قال : حدثني أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري ، قال : حدثني سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثني محمد بن جعفر ، قال : حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري ، قال : أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن عياش الشامي ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن ، وهو مع جبريل وأنا معه ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ، وجعل العفريت يدنو ويزداد قربا ، فقال جبريل : ألا أعلمك كلمات تقولهن ، فيكب العفريت لوجهه ، وتطفأ شعلته : قل : أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما ينزل من السماء ، وما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ، فكب العفريت لوجهه ، وطفئت شعلته .

                                                                                                                        40365 - وقد روى عبد الرحمن بن خنبش ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى ، [ ص: 96 ] قال : 40366 - حدثني سعيد ، قال : حدثني قاسم ، قال : حدثني محمد ، قال : حدثني عفان ، قال : حدثني جعفر بن سليمان ، قال : حدثني أبو التياح ، قال : سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش : كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قادته الشياطين ؟ قال : جاءت الشياطين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأودية ، وتحدرت عليه من الجبال ، وفيهم شيطان معه شعلة من نار ، يريد أن يحرق بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فأرعب منه - قال جعفر : أحسبه قال : وجعل يتأخر - فجاء جبريل ، وقال : يا محمد ، قل ، قال ما أقول ؟ " قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، قال : فطفئت شعلة الشيطان ، وهزمهم الله - تعالى .




                                                                                                                        الخدمات العلمية