الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              المبحث الثاني: أركان الوقف

              قبل التطرق إلى أركان الوقف، لابد من الإشارة إلى معنى الركن لغة واصطلاحا.

              الركن (لغة) : الجـانب الأقـوى، وركن الشـيء: جانبه الذي يسكن إليه [1] .

              أما تعريف الركن (اصطلاحا) فهو ما يكون به قوام الشيء، بحيث يعد جزءا داخلا في ماهيته [2] .

              وعلى وفق اختلاف الفقهاء في تحديد ما يعتبر داخلا في ماهية الوقف، اختلفوا كذلك في بيان أركانه.

              فقد خالف الحنفية جمهور الفقهاء، فهم يكتفون بذكر الصيغة فقط، كون الصيغة تضم سائر الأركان، لذا يذكر ابن نجيم (وأما ركنه فالألفاظ الدالة عليه) [3] وهذا رأي الحنفية في كل العقود.

              بينما يرى غيرهم من المالكية والشافعية والحنابلة والزيدية أن الأركان هي: المال الموقوف، والموقوف عليه، والواقف، والصيغة [4] . وفي هذا السياق [ ص: 45 ] يقول الخرشي: «وأركان الوقف أربعة: العين الموقوفة، والصيغة، والواقف، والموقوف عليه» [5] .

              ومسايرة مع الجمهور، فإن البحث سيتبع تقسيماتهم، ذلك لتفصيلهم للأركان ووضوح تلك التقسيمات.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية