الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ( 10 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ثم كان آخر أمر من كفر من هؤلاء الذين أثاروا الأرض [ ص: 79 ] وعمروها ، وجاءتهم رسلهم بالبينات بالله ، وكذبوا رسلهم ، فأساءوا بذلك من فعلهم .

( السوأى ) : يعني الخلة التي هي أسوأ من فعلهم ؛ أما في الدنيا ، فالبوار والهلاك ، وأما في الآخرة فالنار لا يخرجون منها ، ولا هم يستعتبون .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى ) : الذين أشركوا السوأى : أي النار .

حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى ) يقول : الذين كفروا جزاؤهم العذاب .

وكان بعض أهل العربية يقول : السوأى في هذا الموضع : مصدر ، مثل البقوى ، وخالفه في ذلك غيره فقال : هي اسم .

وقوله : ( أن كذبوا بآيات الله ) يقول : كانت لهم السوأى ، لأنهم كذبوا في الدنيا بآيات الله ، ( وكانوا بها يستهزءون ) . يقول : وكانوا بحجج الله وهم أنبياؤه ورسله يسخرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية