الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ؛ "تلظى"؛ معناه: تتوهج؛ وتتوقد؛ وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء؛ فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر؛ لقوله: لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ؛ وليس كما ظنوا؛ هذه نار موصوفة بعينها؛ لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الذي كذب وتولى؛ ولأهل النار منازل؛ فمنها قوله: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ؛ والله - عز وجل - كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به؛ وقال - عز وجل -: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؛ فلو كان كل من لم يشرك بالله لا يعذب؛ لم يكن في قوله (تعالى): " ويغفر ما دون ذلك " ؛ فائدة؛ وكان يغفر ما دون ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية