الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : في المحراب .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد المنذر عن السدي : المحراب : المصلى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، والبيهقي في " سننه " ، عن ابن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 528 ] قال : " اتقوا هذه المذابح " . يعني المحاريب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " عن موسى الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : اتقوا هذه المحاريب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون : إن من أشراط الساعة أن تتخذ المذابح في المساجد . يعني : الطاقات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر قال : إن من أشراط الساعة أن تتخذ المذابح في المساجد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن علي، أنه كره الصلاة في الطاق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم، أنه كان يكره الصلاة في الطاق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال : لا تتخذوا المذابح في المساجد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 529 ] وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب، أنه كره المذابح في المسجد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن معاذ الكوفي قال : من قرأ : يبشر مثقلة، فإنه من البشارة، ومن قرأ : " يبشر " مخففة بنصب الياء فإنه من السرور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة قال : إن الملائكة شافهته بذلك مشافهة، فبشرته بيحيى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : أن الله يبشرك بيحيى . قال : إنما سمي يحيى لأن الله أحياه بالإيمان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي والدارقطني في " الأفراد " ، والبيهقي ، وابن عساكر ، عن ابن مسعود مرفوعا : " خلق الله فرعون في بطن أمه كافرا، وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : مصدقا بكلمة من الله . قال : عيسى ابن مريم، والكلمة يعني : تكون بكلمة من الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 530 ] وأخرج أحمد في " الزهد " ، وابن جرير ، عن مجاهد قال : قالت امرأة زكريا لمريم : إني أجد الذي في بطني يتحرك للذي في بطنك . فوضعت امرأة زكريا يحيى، ومريم عيسى، وذلك قوله : مصدقا بكلمة من الله . قال : يحيى مصدق بعيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن الضحاك في قوله : مصدقا بكلمة من الله . قال : كان يحيى أول من صدق بعيسى، وشهد أنه كلمة من الله ، قال : وكان يحيى ابن خالة عيسى، وكان أكبر من عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن قتادة : مصدقا بكلمة من الله . يقول : مصدق بعيسى وعلى سنته ومنهاجه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج ، عن ابن عباس : مصدقا بكلمة من الله . قال : كان عيسى ويحيى ابني خالة، وكانت أم يحيى تقول لمريم : إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك . فذلك تصديقه بعيسى ؛ سجوده في بطن أمه ، وهو أول من صدق بعيسى، وكلمه عيسى ، ويحيى أكبر من عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لقيت أم يحيى أم عيسى، وهذه حامل [ ص: 531 ] بيحيى وهذه حامل بعيسى، فقالت امرأة زكريا : إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك . فذلك قوله : مصدقا بكلمة من الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : وسيدا . قال : حليما تقيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد قال : السيد الكريم على الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في " ذم الغضب " ، وابن جرير ، عن عكرمة قال : السيد الذي لا يغلبه الغضب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال : السيد الفقيه العالم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في " الزهد " والخرائطي في " مكارم الأخلاق " ، عن الضحاك قال : السيد الحسن الخلق، والحصور الذي حصر عن النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والبيهقي في " سننه " ، عن مجاهد قال : الحصور الذي لا يأتي النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 532 ] وأخرج أحمد في " الزهد " ، عن وهب بن منبه قال : نادى مناد من السماء أن يحيى بن زكريا سيد من ولدت النساء، وإن جورجيس سيد الشهداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : وسيدا وحصورا . قال : السيد الحليم، والحصور الذي لا يأتي النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد في " الزهد " ، عن سعيد بن جبير قال : السيد الحليم، والحصور الذي لا يأتي النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في " الزهد " ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : الحصور الذي لا ينزل الماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في " سننه " ، عن ابن مسعود قال : الحصور الذي لا يقرب النساء . ولفظ ابن المنذر : العنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، عن ابن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من عبد يلقى الله إلا ذا ذنب، إلا [ ص: 533 ] يحيى بن زكريا، فإن الله يقول : وسيدا وحصورا " . قال : " وإنما كان ذكره مثل هدبة الثوب " . وأشار بأنملة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد في " الزهد " ، وابن أبي حاتم ، من وجه آخر، عن ابن عمرو ، موقوفا . وهو أقوى إسنادا من المرفوع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه، يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه، إلا يحيى بن زكريا، فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " . ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : " كان ذكره مثل هذه القذاة " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت الملائكة ؛ رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال، والذي يضل الأعمى ورجل حصور، ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن صالح، عن بعضهم، رفع الحديث : " لعن الله والملائكة رجلا تحصر بعد يحيى بن زكريا " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 534 ] وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب في قوله : وحصورا . قال : لا يشتهي النساء . ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخذ نواة فقال : ما كان معه إلا مثل هذه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي في " مسائله " عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : وحصورا . قال : الذي لا يأتي النساء . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                      وحصور عن الخنا يأمر النا س بفعل الخيرات والتشمير



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية