الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير )

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير )

                                                                                                                                                                                                                                            أما تفسير إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ولفظة لعل ولفظة الرحمة ، فالكل قد تقدم مرارا .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما قوله : ( لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ) فالمعنى : لا تحسبن يا محمد الذين كفروا سابقين فائقين حتى يعجزونني عن إدراكهم . وقرئ "لا يحسبن" بالياء المعجمة من تحتها ، وفيه أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أن يكون معجزين في الأرض هما المفعولان ، والمعنى : لا يحسبن الذين كفروا أحدا يعجز الله في الأرض حتى يطمعوا هم في مثل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أن يكون فيه ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره في قوله : ( وأطيعوا الرسول ) والمعنى : لا يحسبن الذين كفروا معجزين .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أن يكون الأصل ولا يحسبنهم الذين كفروا معجزين ، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأول .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما قوله : ( ومأواهم النار ولبئس المصير ) فقال صاحب [الكشاف] : النظم لا يحتمل أن يكون متصلا بقوله : ( لا تحسبن ) لأن ذلك نفي ، وهذا إيجاب ، فهو إذن معطوف بالواو على مضمر قبله تقديره : لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض بل هم مقهورون ومأواهم النار .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية