nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29027_30397إنا أنشأناهن إنشاء nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فجعلناهن أبكارا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عربا أترابا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لأصحاب اليمين .
لما جرى ذكر الفرش وهي مما يعد للاتكاء والاضطجاع وقت الراحة في المنزل يخطر بالبال بادئ ذي بدء مصاحبة الحور العين معهم في تلك الفرش فيتشوف إلى
[ ص: 301 ] وصفهن ، فكانت جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إنا أنشأناهن إنشاء بيانا لأن الخاطر بمنزلة السؤال عن صفات الرفيقات .
فضمير المؤنث من أنشأناهن عائد إلى غير مذكور في الكلام ولكنه ملحوظ في الأفهام كقول
أبي تمام في طالع قصيدة :
هن عوادي يوسف وصواحبه
ومنه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=32حتى توارت بالحجاب . وهذا أحسن وجه في تفسير الآية ، فيكون لفظ فرش في الآية مستعملا في معنييه ويكون مرفوعا مستعملا في حقيقته ومجازه ، أي في الرفع الحسي والرفع المعنوي .
والإنشاء : الخلق والإيجاد فيشمل إعادة ما كان موجودا وعدم ، فقد سمى الله الإعادة إنشاء في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20ثم الله ينشئ النشأة الآخرة فيدخل نساء المؤمنين اللائي كن في الدنيا أزواجا لمن صاروا إلى الجنة ويشمل إيجاد نساء أنفا يخلقن في الجنة لنعيم أهلها .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فجعلناهن أبكارا شامل للصنفين .
والعرب : جمع عروب بفتح العين ، ويقال : عربه بفتح فكسر فيجمع على عربات كذلك ، وهو اسم خاص بالمرأة . وقد اختلفت أقوال أهل اللغة في تفسيره . وأحسن ما يجمعهما أن العرب : المرأة المتحببة إلى الرجل ، أو التي لها كيفية المتحببة ، وإن لم تقصد التحبب ، بأن تكثر الضحك بمرأى الرجل أو المزاح أو اللهو والخضوع في القول أو اللثغ في الكلام بدون علة أو التغزل في الرجل أو المساهلة في مجالسته والتدلل وإظهار معاكسة أميال الرجل لعبا لا جدا وإظهار أذاه كذلك كالمغاضبة من غير غضب بل للتورك على الرجل ، قال
نبيه بن الحجاج : تلك عريسي غضبى تريد زيالي ألبين أردت أم لدلال
الشاهد في قوله : أم لدلال ، قال تعالى
[ ص: 302 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ، وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن . وإنما فسروها بالمتحببة لأنهم لما رأوا هاته الأعمال تجلب محبة الرجل للمرأة ظنوا أن المرأة تفعلها لاكتساب محبة الرجل . ولذلك فسر بعضهم : العروب بأنها المغتلمة ، وإنما تلك حالة من أحوال بعض العروب . وعن
عكرمة العروب : الملقة .
والعروب : اسم لهذه المعاني مجتمعة أو مفترقة أجروه مجرى الأسماء الدالة على الأوصاف دون المشتقة من الأفعال فلذلك لم يذكروا له فعلا ولا مصدرا وهو في الأصل مأخوذ من الإعراب والتعريب وهو التكلم بالكلام الفحش .
والعرابة : بكسر العين : اسم من التعريب وفعله : عربت وأعربت ، فهو مما يسند إلى ضمير المرأة غالبا . كأنهم اعتبروه إفصاحا عما شأنه أن لا يفصح عنه ثم تنوسي هذا الأخذ فعومل العروب معاملة الأسماء غير المشتقة ، ويقال : عربة . مثل عروب . وجمع العروب عرب وجمع عربة عربات .
ويقال للعروب بلغة أهل
مكة العربة والشكلة . ويقال لها بلغة أهل
المدينة : الغنجة . وبلغة
العراق : الشكلة ، أي ذات الشكل بفتح الكاف وهو الدلال والتعرب .
والأتراب : جمع ترب بكسر المثناة الفوقية وسكون الراء وهي المرأة التي ساوى سنها سن من تضاف هي إليه من النساء ، وقد قيل : إن الترب خاص بالمرأة ، وأما المساوي في السن من الرجال فيقال له : قرن ولدة .
فالمعنى : أنهن جعلن في سن متساوية لا تفاوت بينهن ، أي هن في سن الشباب المستوي فتكون محاسنهن غير متفاوتة في جميع جهات الحسن ، وعلى هذا فنساء الجنة هن الموصوفات بأنهن أتراب بعضهن لبعض .
وقرأ
حمزة ،
وأبو بكر عن
عاصم ،
وخلف ( عربا ) بسكون الراء سكون تخفيف وهو ملتزم في لغة
تميم في هذا اللفظ .
واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لأصحاب اليمين يتنازعها أنشأناهن و جعلناهن لإفادة
[ ص: 303 ] توكيد الاعتناء بأصحاب اليمين المستفاد من المقام من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين الآية .
واعلم أن ما أعطي لأصحاب اليمين ليس مخالفا لأنواع ما أعطي للسابقين ولا أن ما أعطي للسابقين مخالف لما أعطي أصحاب اليمين فإن الظل والماء المسكوب وكون أزواجهم عربا أترابا لم يذكر مثله للسابقين وهو ثابت لهم لا محالة إذ لا يقصرون عن أصحاب اليمين ، وكذلك ما ذكر للسابقين من الولدان وأكوابهم وأباريقهم ولحم الطير وكون أزواجهم حورا عينا وأنهم لا يسمعون إلا قيلا سلاما سلاما لم يذكر مثله لأصحاب اليمين مع أن لأهل الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين . وقد ذكر في آيات كثيرة أنهم أعطوا أشياء لم يذكر إعطاؤها لهم في هذه الآية مثل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وتحيتهم فيها سلام ، فليس المقصود توزيع النعيم ولا قصره ولكن المقصود تعداده والتشويق إليه مع أنه قد علم أن السابقين أعلى مقاما من أصحاب اليمين بمقتضى السياق . وقد أشار إلى تفاوت المقامين أنه ذكر في نعيم السابقين أنه جزاء بما كانوا يعملون للوجه الذي بيناه فيها ولم يذكر مثله في نعيم أصحاب اليمين وجماع الغرض من ذلك التنويه بكلا الفريقين .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29027_30397إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عُرُبًا أَتْرَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ .
لَمَّا جَرَى ذِكْرُ الْفُرُشِ وَهِيَ مِمَّا يُعَدُّ لِلْاِتِّكَاءِ وَالْاِضْطِجَاعِ وَقْتَ الرَّاحَةِ فِي الْمَنْزِلِ يَخْطُرُ بِالْبَالِ بَادِئٍ ذِي بَدْءٍ مُصَاحَبَةُ الْحُورِ الْعِينِ مَعَهُمْ فِي تِلْكَ الْفُرُشِ فَيَتَشَوَّفُ إِلَى
[ ص: 301 ] وَصْفِهِنَّ ، فَكَانَتْ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=35إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً بَيَانًا لِأَنَّ الْخَاطِرَ بِمَنْزِلَةِ السُّؤَالِ عَنْ صِفَاتِ الرَّفِيقَاتِ .
فَضَمِيرُ الْمُؤَنَّثِ مِنْ أَنْشَأْنَاهُنَّ عَائِدٌ إِلَى غَيْرِ مَذْكُورٍ فِي الْكَلَامِ وَلَكِنَّهُ مَلْحُوظٌ فِي الْأَفْهَامِ كَقَوْلِ
أَبِي تَمَامٍ فِي طَالِعِ قَصِيدَةِ :
هُنَّ عَوَادِي يُوسُفٍ وَصَوَاحِبِهِ
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=32حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ . وَهَذَا أَحْسَنُ وَجْهٍ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ ، فَيَكُونُ لَفْظُ فُرُشٍ فِي الْآيَةِ مُسْتَعْمَلًا فِي مَعْنَيَيْهِ وَيَكُونُ مَرْفُوعًا مُسْتَعْمَلًا فِي حَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ ، أَيْ فِي الرَّفْعِ الْحِسِّيِّ وَالرَّفْعِ الْمَعْنَوِيِّ .
وَالْإِنْشَاءُ : الْخَلْقُ وَالْإِيجَادُ فَيَشْمَلُ إِعَادَةَ مَا كَانَ مَوْجُودًا وَعُدِمَ ، فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْإِعَادَةَ إِنْشَاءً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ فَيَدْخُلُ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ اللَّائِي كُنَّ فِي الدُّنْيَا أَزْوَاجًا لِمَنْ صَارُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَيَشْمَلُ إِيجَادَ نِسَاءٍ أُنُفًا يُخْلَقْنَ فِي الْجَنَّةِ لِنَعِيمِ أَهْلِهَا .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=36فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا شَامِلٌ لِلصِّنْفَيْنِ .
وَالْعُرُبُ : جَمْعُ عَرُوبٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ ، وَيُقَالُ : عَرِبَهُ بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ فَيُجْمَعُ عَلَى عَرَبَاتٍ كَذَلِكَ ، وَهُوَ اسْمٌ خَاصٌّ بِالْمَرْأَةِ . وَقَدِ اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي تَفْسِيرِهِ . وَأَحْسَنُ مَا يَجْمَعُهُمَا أَنَّ الْعُرُبَ : الْمَرْأَةُ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى الرِّجُلِ ، أَوِ الَّتِي لَهَا كَيْفِيَّةُ الْمُتَحَبِّبَةِ ، وَإِنْ لَمْ تَقْصِدِ التَّحَبُّبَ ، بِأَنْ تُكْثِرَ الضَّحِكَ بِمَرْأَى الرَّجُلِ أَوِ الْمِزَاحَ أَوِ اللَّهْوَ وَالْخُضُوعَ فِي الْقَوْلِ أَوِ اللَّثَغَ فِي الْكَلَامِ بِدُونِ عِلَّةٍ أَوِ التَّغَزُّلَ فِي الرَّجُلِ أَوِ الْمُسَاهَلَةَ فِي مُجَالَسَتِهِ وَالتَّدَلُّلَ وَإِظْهَارَ مُعَاكَسَةِ أَمْيَالِ الرَّجُلِ لَعِبًا لَا جِدًّا وَإِظْهَارَ أَذَاهُ كَذَلِكَ كَالْمُغَاضَبَةِ مِنْ غَيْرِ غَضَبٍ بَلْ لِلتَّوَرُّكِ عَلَى الرِّجْلِ ، قَالَ
نَبِيهُ بْنُ الْحَجَّاجِ : تِلْكَ عَرِيسَيْ غَضْبَى تُرِيدُ زِيَالِي أَلِبَيْنٍ أَرَدْتِ أَمْ لِدَلَالِ
الشَّاهِدُ فِي قَوْلِهِ : أَمْ لِدَلَالِ ، قَالَ تَعَالَى
[ ص: 302 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ، وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ . وَإِنَّمَا فَسَّرُوهَا بِالْمُتَحَبِّبَةِ لِأَنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْا هَاتِهِ الْأَعْمَالَ تَجْلِبُ مَحَبَّةَ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ ظَنُّوا أَنَّ الْمَرْأَةَ تَفْعَلُهَا لِاكْتِسَابِ مَحَبَّةِ الرَّجُلِ . وَلِذَلِكَ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ : الْعَرُوبُ بِأَنَّهَا الْمُغْتَلِمَةُ ، وَإِنَّمَا تِلْكَ حَالَةٌ مِنْ أَحْوَالِ بَعْضِ الْعَرُوبِ . وَعَنْ
عِكْرِمَةَ الْعَرُوبُ : الْمَلِقَةُ .
وَالْعَرُوبُ : اسْمٌ لِهَذِهِ الْمَعَانِي مُجْتَمِعَةٍ أَوْ مُفْتَرِقَةٍ أَجْرَوْهُ مَجْرَى الْأَسْمَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى الْأَوْصَافِ دُونَ الْمُشْتَقَّةِ مِنَ الْأَفْعَالِ فَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرُوا لَهُ فِعْلًا وَلَا مَصْدَرًا وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِعْرَابِ وَالتَّعْرِيبِ وَهُوَ التَّكَلُّمُ بِالْكَلَامِ الْفُحْشِ .
وَالْعِرَابَةُ : بِكَسْرِ الْعَيْنِ : اسْمٌ مِنَ التَّعْرِيبِ وَفِعْلُهُ : عَرَّبَتْ وَأَعْرَبَتْ ، فَهُوَ مِمَّا يُسْنَدُ إِلَى ضَمِيرِ الْمَرْأَةِ غَالِبًا . كَأَنَّهُمُ اعْتَبَرُوهُ إِفْصَاحًا عَمَّا شَأْنُهُ أَنْ لَا يُفْصَحُ عَنْهُ ثُمَّ تُنُوسِيَ هَذَا الْأَخْذُ فَعُومِلَ الْعَرُوبُ مُعَامَلَةَ الْأَسْمَاءِ غَيْرِ الْمُشْتَقَّةِ ، وَيُقَالُ : عَرِبَةٌ . مِثْلُ عَرُوبٍ . وَجَمْعُ الْعَرُوبِ عُرُبٌ وَجَمْعُ عَرِبَةٍ عَرَبَاتٌ .
وَيُقَالُ لِلْعَرُوبِ بِلُغَةِ أَهْلِ
مَكَّةَ الْعَرِبَةُ وَالشَّكِلَةُ . وَيُقَالُ لَهَا بِلُغَةِ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ : الْغَنِجَةُ . وَبِلُغَةِ
الْعِرَاقِ : الشَّكِلَةُ ، أَيْ ذَاتِ الشَّكْلِ بِفَتْحِ الْكَافِ وَهُوَ الدَّلَالُ وَالتَّعَرُّبُ .
وَالْأَتْرَابُ : جَمْعُ تِرْبٍ بِكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي سَاوَى سَنُّهَا سَنَّ مَنْ تُضَافُ هِيَ إِلَيْهِ مِنَ النِّسَاءِ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التِّرْبَ خَاصٌّ بِالْمَرْأَةِ ، وَأَمَّا الْمُسَاوِي فِي السِّنِّ مِنَ الرِّجَالِ فَيُقَالُ لَهُ : قَرْنُ وِلْدَةٍ .
فَالْمَعْنَى : أَنَّهُنَّ جُعِلْنَ فِي سِنٍّ مُتَسَاوِيَةٍ لَا تَفَاوُتَ بَيْنَهُنَّ ، أَيْ هُنَّ فِي سِنِّ الشَّبَابِ الْمُسْتَوِي فَتَكُونُ مَحَاسِنُهُنَّ غَيْرَ مُتَفَاوِتَةٍ فِي جَمِيعِ جِهَاتِ الْحُسْنِ ، وَعَلَى هَذَا فَنِسَاءُ الْجَنَّةِ هُنَّ الْمَوْصُوفَاتُ بِأَنَّهُنَّ أَتْرَابٌ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ،
وَخَلَفٌ ( عُرْبًا ) بِسُكُونِ الرَّاءِ سُكُونِ تَخْفِيفٍ وَهُوَ مُلْتَزَمٌ فِي لُغَةِ
تَمِيمٍ فِي هَذَا اللَّفْظِ .
وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=38لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ يَتَنَازَعُهَا أَنْشَأْنَاهُنَّ و جَعَلْنَاهُنَّ لِإِفَادَةِ
[ ص: 303 ] تَوْكِيدِ الْاِعْتِنَاءِ بِأَصْحَابِ الْيَمِينِ الْمُسْتَفَادِ مِنَ الْمَقَامِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=27وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ الْآيَةِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أُعْطِي لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ لَيْسَ مُخَالِفًا لِأَنْوَاعِ مَا أُعْطِيَ لِلسَّابِقِينَ وَلَا أَنَّ مَا أُعْطِيَ لِلسَّابِقِينَ مُخَالِفٌ لِمَا أُعْطِيَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ فَإِنَّ الظِّلَّ وَالْمَاءَ الْمَسْكُوبَ وَكَوْنَ أَزْوَاجِهِمْ عُرُبَا أَتْرَابًا لَمْ يَذْكَرْ مِثْلُهُ لِلسَّابِقِينَ وَهُوَ ثَابِتٌ لَهُمْ لَا مَحَالَةَ إِذْ لَا يَقْصُرُونَ عَنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ، وَكَذَلِكَ مَا ذُكِرَ لِلسَّابِقِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَكْوَابِهِمْ وَأَبَارِيقِهِمْ وَلَحْمِ الطَّيْرِ وَكَوْنِ أَزْوَاجِهِمْ حُورًا عِينًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْمَعُونَ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا لَمْ يَذْكُرْ مَثَلَهُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ مَعَ أَنَّ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ . وَقَدْ ذُكِرَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُمْ أُعْطُوا أَشْيَاءَ لَمْ يُذْكَرْ إِعْطَاؤُهَا لَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِثْلَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=10وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ، فَلَيْسَ الْمَقْصُودُ تَوْزِيعَ النَّعِيمِ وَلَا قَصْرَهُ وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ تَعْدَادُهُ وَالتَّشْوِيقُ إِلَيْهِ مَعَ أَنَّهُ قَدْ عُلِمَ أَنَّ السَّابِقِينَ أَعْلَى مَقَامًا مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ بِمُقْتَضَى السِّيَاقِ . وَقَدْ أَشَارَ إِلَى تَفَاوُتِ الْمَقَامَيْنِ أَنَّهُ ذَكَرَ فِي نَعِيمِ السَّابِقِينَ أَنَّهُ جَزَاءٌ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لِلْوَجْهِ الَّذِي بَيَّنَّاهُ فِيهَا وَلَمْ يُذْكَرْ مِثْلُهُ فِي نَعِيمِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَجُمَاعُ الْغَرَضِ مِنْ ذَلِكَ التَّنْوِيهُ بِكِلَا الْفَرِيقَيْنِ .