الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ( 36 ) )

يقول - تعالى ذكره - : إذا أصاب الناس منا خصب ورخاء وعافية في الأبدان والأموال ، فرحوا بذلك ، وإن تصبهم منا شدة من جدب وقحط وبلاء في الأموال والأبدان ( بما قدمت أيديهم ) يقول : بما أسلفوا من سيئ الأعمال بينهم وبين الله ، وركبوا من المعاصي ( إذا هم يقنطون ) يقول : إذا هم ييأسون من الفرج ، والقنوط : هو الإياس ، ومنه قول حميد الأرقط

قد وجدوا الحجاج غير قانط

وقوله : ( إذا هم يقنطون ) هو جواب الجزاء ؛ لأن " إذا " نابت عن الفعل بدلالتها عليه ، فكأنه قيل : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم وجدتهم يقنطون ، أو تجدهم ، أو رأيتهم ، أو تراهم . وقد كان بعض نحويي البصرة يقول : إذا كانت " إذا " جوابا لأنها [ ص: 103 ] متعلقة بالكلام الأول بمنزلة الفاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية