الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فيهم أربعة أقاويل: أحدها: أنهم اليهود خاصة ، قاله مجاهد . والثاني: اليهود والنصارى ، قاله قتادة . والثالث: أنهم جميع المشركين ، قاله الحسن . والرابع: أهل الضلالة من هذه الأمة ، قاله أبو هريرة. وفي تفريقهم الذي فرقوه قولان: أحدهما: أنه الدين الذي أمر الله به ، فرقوه لاختلافهم فيه باتباع الشبهات. والثاني: أنه الكفر الذي كانوا يعتقدونه دينا لهم. ومعنى قوله: وكانوا شيعا يعني فرقا. ويحتمل وجها آخر: أن يكون الشيع المتفقين على مشايعة بعضهم لبعض ، وهو الأشبه ، لأنهم يتمالأون على أمر واحد مع اختلافهم في غيره. [ ص: 193 ] وفي أصله وجهان: أحدهما: أصله الظهور ، من قولهم شاع الخبر إذا ظهر. والثاني: أصله الاتباع ، من قولهم شايعه على الأمر إذا اتبعه ، قاله الزجاج . ثم قال تعالى: لست منهم في شيء فيه قولان: أحدهما: لست من قتالهم في شيء ، ثم نسخها بسورة التوبة ، قاله الكلبي . والثاني: لست من مخالطتهم في شيء ، نهي لنبيه صلى الله عليه وسلم عن مقاربتهم ، وأمر له بمباعدتهم ، قاله قتادة ، كما قال النابغة:


                                                                                                                                                                                                                                        إذا حاولت في أسد فجورا فإني لست منك ولست مني.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية