nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63nindex.php?page=treesubj&link=29027_30340أفرأيتم ما تحرثون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون .
انتقال إلى دليل آخر على
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340إمكان البعث وصلاحية قدرة الله تعالى له بضرب آخر من ضروب الإنشاء بعد العدم .
فالفاء لتفريع ما بعدها على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57نحن خلقناكم فلولا تصدقون كما فرع عليه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أفرأيتم ما تمنون ، ليكون الغرض من هذه الجمل متحدا وهو الاستدلال على إمكان البعث ، فقصد تكرير الاستدلال وتعداده بإعادة جملة
[ ص: 320 ] أفرأيتم وإن كان مفعول فعل الرؤية مختلفا وسيجيء نظيره في قوله بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أفرأيتم الماء الذي تشربون وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=71أفرأيتم النار التي تورون .
وإن شئت جعلت الفاء لتفريع مجرد استدلال لا لتفريع معنى معطوفها على معنى المعطوف عليه ، على أنه لما آل الاستدلال السابق إلى عموم صلاحية القدرة الإلهية جاز أيضا أن تكون هذه الجملة مرادا بها تمثيل بنوع عجيب من أنواع تعلقات القدرة بالإيجاد دون إرادة الاستدلال على خصوص البعث فيصح جعل الفاء تفريعا على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أفرأيتم ما تمنون من حيث إنها اقتضت سعة القدرة الإلهية .
ومناسبة الانتقال من الاستدلال بخلق النسل إلى الاستدلال بنبات الزرع هي التشابه البين بين تكوين الإنسان وتكوين النبات ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17والله أنبتكم من الأرض نباتا .
والقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أفرأيتم ما تحرثون نظير قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أفرأيتم ما تمنون .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63ما تحرثون موصول وصلته والعائد محذوف .
والحرث : شق الأرض ليزرع فيها أو يغرس .
وظاهر قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63ما تحرثون أنه الأرض إلا أن هذا لا يلائم ضمير تزرعونه فتعين تأويل
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63ما تحرثون بأن يقدر : ما تحرثون له ، أي لأجله على طريقة الحذف والإيصال ، والذي يحرثون لأجله هو النبات ، وقد دل على هذا ضمير النصب في
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه لأنه استفهام في معنى النفي والذي ينفى هو ما ينبت من الحب لا بذره .
فإن فعل ( زرع ) يطلق بمعنى : أنبت ، قال الراغب : الزرع : الإنبات ، لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون فنفى عنهم الزرع ونسبه إلى نفسه اهـ . واقتصر عليه ، ويطلق فعل زرع بمعنى : بذر الحب في الأرض لقول صاحب لسان العرب : زرع الحب بذره ، أي ومنه سمي الحب الذي يبذر في الأرض زريعة لكن لا ينبغي حمل الآية على هذا الإطلاق . فالمعنى : أفرأيتم
[ ص: 321 ] الذي تحرثون الأرض لأجله ، وهو النبات ما أنتم تنبتونه بل نحن ننبته .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه إلخ بيان لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أفرأيتم ما تحرثون كما تقدم في
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه والاستفهام في
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه إنكاري كالذي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أأنتم تخلقونه .
والقول في موقع أم من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أم نحن الزارعون كالقول في موقع نظيرتها من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أم نحن الخالقون أي أن أم منقطعة للإضراب .
وكذلك القول في تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه مثل ما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أأنتم تخلقونه .
وكذلك القول في نفي الزرع عنهم وإثباته لله تعالى يفيد معنى قصر الزرع ، أي : الإنبات على الله تعالى ، أي : دونهم ، وهو قصر مبالغة لعدم الاعتداد بزرع الناس .
ويؤخذ من الآية إيماء لتمثيل خلق الأجسام خلقا ثانيا مع الانتساب بين الأجسام البالية والأجسام المجددة منها بنبات الزرع من الحبة التي هي منتسبة إلى سنبلة زرع أخذت هي منها فتأتي هي بسنبلة مثلها .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63nindex.php?page=treesubj&link=29027_30340أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ .
انْتِقَالٌ إِلَى دَلِيلٍ آخَرَ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340إِمْكَانِ الْبَعْثِ وَصَلَاحِيَةِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ بِضَرْبٍ آخَرَ مِنْ ضُرُوبِ الْإِنْشَاءِ بَعْدَ الْعَدَمِ .
فَالْفَاءُ لِتَفْرِيعِ مَا بَعْدَهَا عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ كَمَا فَرَّعَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ، لِيَكُونَ الْغَرَضُ مِنْ هَذِهِ الْجُمَلِ مُتَّحِدًا وَهُوَ الْاِسْتِدْلَالُ عَلَى إِمْكَانِ الْبَعْثِ ، فَقَصَدَ تَكْرِيرَ الْاِسْتِدْلَالِ وَتَعْدَادَهُ بِإِعَادَةِ جُمْلَةِ
[ ص: 320 ] أَفَرَأَيْتُمْ وَإِنْ كَانَ مَفْعُولُ فِعْلِ الرُّؤْيَةِ مُخْتَلِفًا وَسَيَجِيءُ نَظِيرُهُ فِي قَوْلِهِ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=71أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ .
وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْفَاءَ لِتَفْرِيعِ مُجَرَّدِ اسْتِدْلَالٍ لَا لِتَفْرِيعِ مَعْنَى مَعْطُوفِهَا عَلَى مَعْنَى الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ ، عَلَى أَنَّهُ لَمَّا آلَ الْاِسْتِدْلَالُ السَّابِقُ إِلَى عُمُومِ صَلَاحِيَّةِ الْقُدْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ جَازَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُرَادًا بِهَا تَمْثِيلٌ بِنَوْعٍ عَجِيبٍ مِنْ أَنْوَاعِ تَعَلُّقَاتِ الْقُدْرَةِ بِالْإِيجَادِ دُونَ إِرَادَةِ الْاِسْتِدْلَالِ عَلَى خُصُوصِ الْبَعْثِ فَيَصِحُّ جَعْلُ الْفَاءِ تَفْرِيعًا عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا اقْتَضَتْ سِعَةَ الْقُدْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ .
وَمُنَاسِبَةُ الْاِنْتِقَالِ مِنَ الْاِسْتِدْلَالِ بِخَلْقِ النَّسْلِ إِلَى الْاِسْتِدْلَالِ بِنَبَاتِ الزَّرْعِ هِيَ التَّشَابُهُ الْبَيِّنُ بَيْنَ تَكْوِينِ الْإِنْسَانِ وَتَكْوِينِ النَّبَاتِ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا .
وَالْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ نَظِيرُ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63مَا تَحْرُثُونَ مَوْصُولٌ وَصِلَتُهُ وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ .
وَالْحَرْثُ : شَقُّ الْأَرْضِ لِيُزْرَعَ فِيهَا أَوْ يُغْرَسَ .
وَظَاهِرُ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63مَا تَحْرُثُونَ أَنَّهُ الْأَرْضُ إِلَّا أَنَّ هَذَا لَا يُلَائِمُ ضَمِيرَ تَزْرَعُونَهُ فَتَعَيَّنَ تَأْوِيلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63مَا تَحْرُثُونَ بِأَنْ يُقَدَّرَ : مَا تَحْرُثُونَ لَهُ ، أَيْ لِأَجْلِهِ عَلَى طَرِيقَةِ الْحَذْفِ وَالْإِيصَالِ ، وَالَّذِي يَحْرُثُونَ لِأَجْلِهِ هُوَ النَّبَاتُ ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا ضَمِيرُ النَّصْبِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ لِأَنَّهُ اسْتِفْهَامٌ فِي مَعْنَى النَّفْيِ وَالَّذِي يُنْفَى هُوَ مَا يَنْبُتُ مِنَ الْحَبِّ لَا بَذْرُهُ .
فَإِنَّ فِعْلَ ( زَرَعَ ) يُطْلَقُ بِمَعْنَى : أَنْبَتَ ، قَالَ الرَّاغِبُ : الزَّرْعُ : الْإِنْبَاتُ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ فَنَفَى عَنْهُمُ الزَّرْعَ وَنَسَبَهُ إِلَى نَفْسِهِ اهـ . وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ ، وَيُطْلَقُ فِعْلُ زَرَعَ بِمَعْنَى : بَذَرَ الْحَبَّ فِي الْأَرْضِ لِقَوْلِ صَاحِبِ لِسَانِ الْعَرَبِ : زَرَعَ الْحَبَّ بَذَرَهُ ، أَيْ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْحَبُّ الَّذِي يُبْذَرُ فِي الْأَرْضِ زَرِيعَةً لَكِنْ لَا يَنْبَغِي حَمْلُ الْآيَةِ عَلَى هَذَا الْإِطْلَاقِ . فَالْمَعْنَى : أَفَرَأَيْتُمْ
[ ص: 321 ] الَّذِي تَحْرُثُونَ الْأَرْضَ لِأَجْلِهِ ، وَهُوَ النَّبَاتُ مَا أَنْتُمْ تُنْبِتُونَهُ بَلْ نَحْنُ نُنْبِتُهُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ إِلَخْ بَيَانٌ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ وَالِاسْتِفْهَامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ إِنْكَارِيٌّ كَالَّذِي فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ .
وَالْقَوْلُ فِي مَوْقِعِ أَمْ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ كَالْقَوْلِ فِي مَوْقِعِ نَظِيرَتِهَا مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ أَيْ أَنَّ أَمْ مُنْقَطِعَةٌ لِلْإِضْرَابِ .
وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي تَقْدِيمِ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ عَلَى الْخَبَرِ الْفِعْلِيِّ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ مِثْلُ مَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ .
وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي نَفْيِ الزَّرْعِ عَنْهُمْ وَإِثْبَاتِهِ لِلَّهِ تَعَالَى يُفِيدُ مَعْنَى قَصْرِ الزَّرْعِ ، أَيِ : الْإِنْبَاتِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، أَيْ : دُونَهُمْ ، وَهُوَ قَصْرُ مُبَالَغَةٍ لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِزَرْعِ النَّاسِ .
وَيُؤْخَذُ مِنَ الْآيَةِ إِيمَاءٌ لِتَمْثِيلِ خَلْقِ الْأَجْسَامِ خَلْقًا ثَانِيًا مَعَ الِانْتِسَابِ بَيْنَ الْأَجْسَامِ الْبَالِيَةِ وَالْأَجْسَامِ الْمُجَدَّدَةِ مِنْهَا بِنَبَاتِ الزَّرْعِ مِنَ الْحَبَّةِ الَّتِي هِيَ مُنْتَسِبَةٌ إِلَى سُنْبُلَةِ زَرْعٍ أُخِذَتْ هِيَ مِنْهَا فَتَأْتِي هِيَ بِسُنْبُلَةٍ مِثْلِهَا .