الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما قدم ما لأهل الكتاب المقدمين على الكفر؛ على علم يوم القيامة؛ في قوله إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ؛ وختم تلك الآية بأنهم لهم عذاب أليم؛ واستمر حتى ختم هذه الآية بأنه مع ذلك عظيم; بين ذلك اليوم بقوله - بادئا بما هو أنكى لهم من تنعيم أضدادهم -: يوم تبيض وجوه ؛ أي: بما لها من المآثر الحسنة؛ وتسود وجوه ؛ بما عليها من الجرائر السيئة؛ فأما الذين اسودت وجوههم [ ص: 22 ] بدأ بهم لأن النشر المشوش أفصح؛ ولأن المقام للترهيب؛ وزيادة النكاية لأهله؛ فيقال لهم - توبيخا؛ وتقريعا -: أكفرتم ؛ يا سود الوجوه؛ وعبيد الشهوات! بعد إيمانكم ؛ بما جبلتم عليه من الفطر السليمة؛ ومكنتم به من العقول المستقيمة؛ من النظر في الدلائل؛ ثم بما أخذ عليكم أنبياؤكم من العهود؛ فذوقوا العذاب ؛ أي: الأليم العظيم؛ بما كنتم تكفرون ؛ وأنتم تعلمون؛ فإنكم في لعنة الله ماكثون؛

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية