الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس

                                                                                                          214 حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر قال وفي الباب عن جابر وأنس وحنظلة الأسيدي قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح [ ص: 535 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 535 ] قوله : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ) زاد مسلم في رواية : رمضان ( كفارات لما بينهن ) أي من الذنوب ، وفي رواية لمسلم مكفرات لما بينهن .

                                                                                                          ( ما لم تغش الكبائر ) وفي رواية لمسلم " إذا اجتنب الكبائر " قال النووي في شرح مسلم في شرح حديث : " ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة " : معناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر ، وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة ، فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر فإن هذا وإن كان محتملا فسياق الحديث يأباه ، قال القاضي عياض : هذا المذكور في الحديث من غفر الذنوب ما لم يؤت كبيرة هو مذهب أهل السنة ، وأن الكبائر إنما يكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله ، وقال القاري في المرقاة : إن الكبيرة لا يكفرها الصلاة والصوم وكذا الحج ، وإنما يكفرها التوبة الصحيحة لا غيرها ، نقل ابن عبد البر الإجماع عليه بعدما حكى في تمهيده عن بعض معاصريه أن الكبائر لا يكفرها غير التوبة ، ثم قال : وهذا جهل وموافقة للمرجئة في قولهم : إنه لا يضر مع الإيمان ذنب . وهو مذهب باطل بإجماع الأمة . انتهى ، قال العلامة الشيخ محمد طاهر في مجمع البحار ص 221 ج 2 ما لفظه في تعليقي للترمذي : لا بد في حقوق الناس من القصاص ولو صغيرة ، وفي الكبائر من التوبة ، ثم ورد وعد المغفرة في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان ، فإذا تكرر يغفر بأولها الصغائر وبالبواقي يخفف عن الكبائر وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن جابر وأنس وحنظلة الأسيدي ) أما حديث جابر فأخرجه [ ص: 536 ] مسلم .

                                                                                                          وأما حديث أنس فأخرجه الشيخان .

                                                                                                          وأما حديث حنظلة الأسيدي ويقال له حنظلة الكاتب فأخرجه أحمد بإسناد جيد مرفوعا بلفظ : من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة الحديث ، ورواته رواة الصحيح ، قاله المنذري في الترغيب .

                                                                                                          قوله : ( حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية