إسلام ويب - المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - كتاب النبوات وفضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - باب عدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم- الجزء رقم6
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ 2263 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم، عن nindex.php?page=showalam&ids=67أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=661351 " nindex.php?page=treesubj&link=29398_31055_25027_29032_30352أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب، والعاقب الذي ليس بعده نبي".
وفي رواية: "الذي يحشر الناس على قدمي". وقد سماه الله رءوفا رحيما.
[ ص: 145 ] (22) ومن باب nindex.php?page=treesubj&link=29396عدد أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم
( قوله صلى الله عليه وسلم: " أنا محمد ، وأنا أحمد ") كلاهما مأخوذ من الحمد، وقد تكلمنا على الحمد في أول الكتاب. فمحمد: مفعل من حمدت الرجل مشددا: إذا نسبت الحمد إليه، كما يقال: شجعت الرجل، وبخلته: إذا نسبت ذلك إليه، فهو بمعنى المحمود. والنبي صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بهذا الاسم، فإن الله تعالى قد حمده بما لم يحمد به أحدا من الخلق، وأعطاه من المحامد ما لم يعط مثله أحدا من الخلق، ويلهمه يوم القيامة من محامده ما لم يلهمه أحدا من الخلق، وقد حمده أهل السماوات والأرض والدنيا والآخرة، حمدا لم يحمد به أحدا من الخلق، فهو أحمد المحمودين، وأحمد الحامدين.
و ( قوله: " وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر ") أي: من الأرض التي زويت له، وأري أن ملك أمته سيبلغه، أو يعني بذلك: أنه محي به معظم الكفر وغالبه بظهور دينه على كل الأديان بالحجج الواضحة، والغلبة العامة الفادحة، كما قد صرح به الحق بقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=33ليظهره على الدين كله [التوبة: 33].
و (قوله: " وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي ") الحاشر: اسم [ ص: 146 ] فاعل من حشر، أي: جمع. فيعني به: أنه الذي يحشر الخلق يوم القيامة على أثره، أي: ليس بينه وبين القيامة نبي آخر، ولا أمة أخرى، وهذا كما قال: " بعثت أنا والساعة كهاتين " وقرن بين أصبعيه: السبابة والوسطى.
وقوله في الرواية الأخرى: " على قدمي " قيل فيه: على سابقتي، كما قال تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=2أن لهم قدم صدق عند ربهم [يونس: 2] أي: سابقة خير وإكرام. وقيل: على سنتي. وقيل: بعدي، أي: يتبعوني إلى يوم القيامة. وهذا أشبهها؛ لأنه يكون معناه معنى عقبي؛ لأنه وقع موقعه في تلك الرواية، ووجه توسعه فيه: كأنه قال: يحشر الناس على أثر قدمي، أي: بعدي. والله أعلم.