الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب من قال فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين

                                                                      2327 حدثنا الحسن بن علي حدثنا حسين عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم ولا تصوموا حتى تروه ثم صوموا حتى تروه فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين ثم أفطروا والشهر تسع وعشرون قال أبو داود رواه حاتم بن أبي صغيرة وشعبة والحسن بن صالح عن سماك بمعناه لم يقولوا ثم أفطروا قال أبو داود وهو حاتم بن مسلم ابن أبي صغيرة وأبو صغيرة زوج أمه [ ص: 358 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 358 ] أي ستر هلال رمضان عليكم فصوموا ثلاثين ، وهو قول مالك والشافعي وأبي حنيفة وجمهور العلماء خلافا لأحمد بن حنبل .

                                                                      ( لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين ) : وفي رواية البخاري : لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين الحديث .

                                                                      قال الترمذي بعد إخراج هذا الحديث : والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يتعجل الرجل بصيام قبل دخول شهر رمضان لمعنى رمضان انتهى . أي لتعظيمه . وقال الحافظ في الفتح : قال العلماء معنى الحديث لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان ، والحكمة فيه التقوي بالفطر لرمضان ليدخل فيه بقوة ونشاط . وقيل الحكمة فيه خشية اختلاط النفل بالفرض . وقيل لأن الحكم علق بالرؤية فمن تقدمه بيوم أو يومين فقد [ ص: 359 ] حاول الطعن في ذلك الحكم وهذا هو المعتمد ( إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم ) : معنى الاستثناء أن من كان له ورد فقد أذن له فيه لأنه اعتاده وألفه وترك المألوف شديد وليس ذلك من استقبال رمضان في شيء ويلتحق لذلك القضاء والنذر لوجوبهما . قاله الحافظ في الفتح ( حتى تروه ) : أي هلال رمضان ( ثم صوموا حتى تروه ) : أي هلال شوال ( فإن حال دونه ) : أي عند الهلال ( غمامة ) : أي سحابة ( فأتموا العدة ) : أي عدة رمضان ( والشهر تسع وعشرون ) : يعني أنه قد يكون تسعا وعشرين لا أنه يكون دائما كذلك .

                                                                      [ ص: 360 ] قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي والنسائي بنحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح . وأخرج مسلم في صحيحه والنسائي وابن ماجه في سننهما من حديث سعيد بن [ ص: 361 ] المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأيتم الهلال فصوموا وإن رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما .




                                                                      الخدمات العلمية