الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 23 ] ولما حازت هذه الآيات من التهذيب؛ وإحكام الترتيب؛ وحسن السياق؛ قصب السباق؛ أشار إليها - مع قربها - بأداة البعد؛ وأضافها إلى أعظم أسمائه؛ فقال: تلك آيات الله ؛ أي: هذه دلائل الملك الأعظم؛ العالية الرتب؛ البعيدة المتناول؛ ثم استأنف الخبر عنها؛ في مظهر العظمة؛ قائلا: نتلوها ؛ أي: نلازم قصها؛ وزاد في تعظيمها بعد المبتدإ بالمنتهى؛ فقال: عليك ؛ ثم أكد ذلك بقوله: بالحق ؛ أي: ثابتة المعاني؛ راسخة المقاصد؛ صادقة الأقوال في كل ما أخبرت به؛ من فوزكم؛ وهلاكهم؛ من غير أن نظلم أحدا منهم؛ وما الله ؛ أي: الحائز لجميع الكمال؛ يريد ظلما ؛ قل؛ أو جل؛ للعالمين ؛ أي: ما ظلمهم؛ ولا يريد ظلم أحد منهم؛ لأنه - سبحانه وتعالى - متعال عن ذلك؛ لا يتصور منه؛ وهو غني عنه؛ لأن له كل شيء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية