الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا آية : 100

                                          [3889] حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ، حدثني معاوية بن هشام ، حدثني عيسى بن راشد ، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: ما في القرآن آية: " يا أيها الذين آمنوا " إلا أن عليا شريفها وأميرها وسيدها، وما من أصحاب محمد إلا قد عوتب في القرآن إلا علي بن أبي طالب فإنه لم يعاتب في شيء منه.

                                          [3890] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبدة بن سليمان ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، قال: ما تقرءون من القرآن: " يا أيها الذين آمنوا " فإن في التوراة يا أيها المساكين

                                          [3891] حدثنا أبي ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا عبد الله بن المبارك ، أنبأ مسعر ، حدثني معن، وعون، أو أحدهما أن رجلا، أتى عبد الله بن مسعود فقال: اعهد إلي، فقال: "إذا سمعت الله تعالى يقول: " يا أيها الذين آمنوا " فأرعها سمعك، فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه"

                                          [3892] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: يا أيها الذين آمنوا قال: نزلت في ثعلبة بن غنمة الأنصاري.

                                          الوجه الثاني:

                                          [3893] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ أبو غسان ، ثنا سلمة ، قال محمد بن إسحاق حدثني الثقة، عن زيد بن أسلم ، قال: وأنزل في أويس بن قيظي وجبار بن صخر، ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا مما أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب

                                          [ ص: 719 ] قوله تعالى: إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين

                                          [3894] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ جعفر بن سليمان ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد ، يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب قال: كان جماع قبائل الأنصار بطنين: الأوس والخزرج، وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن، حتى من الله عليهم، وألف بينهم بالإسلام قال: فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج قاعدان يتحدثان ومعهما يهودي جالس، فلم يزل يذكرهما بأيامهما والعداوة التي كانت بينهم حتى استبا ثم اقتتلا. قال: فنادى هذا قومه وهذا قومه، وخرجوا بالسلاح، وصف بعضهم لبعض. قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ شاهد بالمدينة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يمشي بينهم إلى هؤلاء وهؤلاء ليسكنهم حتى رجعوا ووضعوا السلاح، فأنزل الله تعالى في ذلك القرآن: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين

                                          [3895] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس ، في قوله: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين فقد تقدم فيهم كما تسمعون، وقد حذركموهم، وأنبأكم بضلالتكم، فلا تأتمنوهم على دينكم، ولا تنتصحوهم على أنفسكم، فإنهم الأعداء والحسدة والضلال، كيف تأتمنون قوما كفروا بكتابهم وقتلوا رسلهم؟ أولئك هم أهل التهمة والعداوة.

                                          [3896] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير فريقا يعني طائفة.

                                          قوله تعالى: يردوكم بعد إيمانكم كافرين

                                          [3897] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي يردوكم بعد إيمانكم كافرين يقول: إن حملتم السلاح فاقتتلتم كفرتم.

                                          [ ص: 720 ]

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية