الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الباء والياء وما يثلثهما

                                                          ( بيت ) الباء والياء والتاء أصل واحد ، وهو المأوى والمآب ومجمع الشمل . يقال بيت وبيوت وأبيات . ومنه يقال لبيت الشعر بيت على التشبيه لأنه مجمع الألفاظ والحروف والمعاني ، على شرط مخصوص وهو الوزن . وإياه أراد القائل :


                                                          وبيت على ظهر المطي بنيته بأسمر مشقوق الخياشيم يرعف

                                                          [ ص: 325 ] أراد بالأسمر القلم . والبيت : عيال الرجل والذين يبيت عندهم . ويقال :

                                                          ما لفلان بيتة ليلة ، أي ما يبيت عليه من طعام وغيره . وبيت الأمر إذا دبره ليلا . قال الله تعالى : إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ، أي حين يجتمعون في بيوتهم . غير أن ذلك يخص بالليل . النهار يظل كذا . والبيوت : الماء الذي يبيت ليلا . والبيوت : الأمر يبيت عليه صاحبه مهتما به . قال أمية :


                                                          وأجعل فقرتها عدة     إذا خفت بيوت أمر عضال

                                                          والبيات والتبييت : أن تأتي العدو ليلا ، كأنك أخذته في بيته . وقد روي عن [ أبي ] عبيدة أنه قال : بيت الشيء إذا قدر ، ويشبه ذلك بتقدير بيوت الشعر . وهذا ليس ببعيد من الأصل الذي أصلناه وقسنا عليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية