الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الجنب والحائض في رمضان قال ابن القاسم ، قال مالك : لا بأس أن يتعمد الرجل أن يصبح جنبا في رمضان ، [ ص: 276 ] قلت : أرأيت إن طهرت امرأة من حيضتها في رمضان في أول النهار وفي آخره ، أتدع الأكل والشرب في قول مالك بقية نهارها ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ولتأكل ولتشرب وإن قدم زوجها من سفر وهو مفطر فليطأها ، وهذا قول مالك .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كانت صائمة فحاضت في رمضان أتدع الأكل والشرب في قول مالك في بقية يومها ؟ فقال : لا .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قال : وسألت مالكا عن المرأة ترى الطهر في آخر ليلتها من رمضان ؟ فقال : إن رأته قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر وصيامها مجزئ عنها ، وإن رأته بعد الفجر فليست بصائمة ولتأكل ذلك اليوم ، قال : وإن استيقظت بعد الفجر فشكت أن يكون كان الطهر ليلا قبل الفجر فلتمض على صيام ذلك اليوم ولتقض يوما مكانه .

                                                                                                                                                                                      قلت : لم جعل مالك عليها القضاء ههنا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لأنه يخاف أن لا تكون طهرت إلا بعد الفجر ، فإن كان طهرها بعد الفجر فلا بد من القضاء ; لأنها أصبحت حائضا .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن أفلح بن حميد أن القاسم بن محمد حدثه . عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واقع أهله ثم نام فلم يغتسل حتى أصبح فاغتسل وصلى ثم صام يومه ذلك } .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية