الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 47 - 50 ] ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين فبأي حديث بعده يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون أي: اخضعوا لهذا الحق الذي نزل، وتواضعوا لقبوله، واخشعوا لذكره، "لا يركعون" أي: لا يخضعون ولا ينقادون ولا يقبلون، تجبرا واستكبارا.

                                                                                                                                                                                                                                      ويل يومئذ للمكذبين أي: الذين كذبوا رسل الله، فردوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم ونهيه لهم. وتكرير آية " ويل يومئذ للمكذبين" " للتأكيد، وهو من المقاصد الشائعة. وقيل: لا تكرار، لاختلاف متعلق كل منهما. وتقدم تمام البحث في سورة (الرحمن)، فارجع إليه في خاتمتها.

                                                                                                                                                                                                                                      أي: بعد هذا القرآن، إذا كذبوا به، مع وضوح برهانه وصحة دلائله، في أنه حق منزل من عنده تعالى. وفيه تنبيه على أنه لا حديث يساويه في الفضل أو يدانيه، فضلا عن أن يفوقه ويعلوه، فلا حديث أحق بالإيمان منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية