الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( 31 ) )

يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : ألم تر يا محمد أن السفن تجري في البحر نعمة من الله على خلقه ( ليريكم من آياته ) يقول : ليريكم من عبره وحججه عليكم ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) يقول : إن في جري الفلك في البحر دلالة على أن الله الذي أجراها هو الحق ، وأن ما يدعون من دونه الباطل ( لكل صبار شكور ) يقول : لكل من صبر نفسه عن محارم الله ، وشكره على نعمه فلم يكفره .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : كان مطرف يقول : إن من أحب عباد الله إليه : الصبار الشكور .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن مغيرة قال : الصبر نصف الإيمان ، والشكر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله ، ألم تر إلى قوله : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) ، [ ص: 156 ] ( إن في ذلك لآيات للموقنين ) ، ( إن في ذلك لآيات للمؤمنين ) .

حدثنا محمد بن بشار قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا سفيان ، عن مغيرة ، عن الشعبي ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) قال : الصبر نصف الإيمان ، واليقين : الإيمان كله .

إن قال قائل : وكيف خص هذه الدلالة بأنها دلالة للصبار الشكور دون سائر الخلق ؟ قيل : لأن الصبر والشكر من أفعال ذوي الحجى والعقول ، فأخبر أن في ذلك لآيات لكل ذي عقل ؛ لأن الآيات جعلها الله عبرا لذوي العقول والتمييز .

التالي السابق


الخدمات العلمية