الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4618 ) مسألة قال : ( وإن رد الموصى له الوصية ، بعد موت الموصي ، بطلت الوصية ) لا يخلو إذا رد الوصية من أربعة أحوال ; أحدها ، أن يردها قبل موت الموصي ، فلا يصح الرد ها هنا ; لأن الوصية لم تقع بعد ، فأشبه رد المبيع قبل إيجاب البيع ، ولأنه ليس بمحل للقبول ، فلا يكون محلا للرد ، كما قبل الوصية . والثانية ، أن يردها بعد الموت ، وقبل القبول ، فيصح الرد ، وتبطل الوصية . لا نعلم فيه خلافا ; لأنه أسقط حقه في حال يملك قبوله وأخذه ، فأشبه عفو الشفيع عن الشفعة بعد البيع . والثالثة ، أن يرد بعد القبول والقبض ، فلا يصح الرد ; لأن ملكه قد استقر عليه ، فأشبه رده لسائر ملكه ، إلا أن يرضى الورثة بذلك ، فتكون هبة منه لهم تفتقر إلى شروط الهبة . والرابعة ، أن يرد بعد القبول وقبل القبض ، فينظر ; فإن كان الموصى به مكيلا أو موزونا ، صح الرد ; لأنه لا يستقر ملكه عليه قبل قبضه ، فأشبه رده قبل القبول ، وإن كان غير ذلك ، لم يصح الرد ; لأن ملكه قد استقر عليه ، فهو كالمقبوض . ويحتمل أن يصح الرد ، بناء على أن القبض معتبر فيه . ولأصحاب الشافعي في هذه الحال وجهان ; أحدهما ، يصح الرد في الجميع ، ولا فرق بين المكيل والموزون وغيرهما . وهذا المنصوص عن الشافعي ; لأنهم لما ملكوا الرد من غير قبول ، ملكوا الرد من غير قبض ، ولأن ملك الوصي لم يستقر عليه قبل القبض ، فصح رده ، كما قبل القبول . والثاني ، لا يصح الرد ; لأن الملك يحصل بالقبول من غير قبض .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية