الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              عبد الله بن مسعود

              وذكر عبد الله بن مسعود في أهل الصفة ، وقال : قاله يحيى بن معين . وقد تقدم ذكرنا لأحواله وبعض أقواله في طبقة السابقين من المهاجرين ، وكان سيد من يقول بالاختيار والخصوص ، مع متابعته للآثار والنصوص . وكان من المحفوظين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم المحفوظون من أصحابه أن ابن أم عبد من أقربهم وسيلة إلى الله .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا المسعودي ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : " إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى خلقه ، فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ، ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابه فجعلهم أنصار دينه ، ووزراء نبيه صلى الله عليه وسلم ، فما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن ، وما رآه المؤمنون [ ص: 376 ] قبيحا فهو عند الله قبيح .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ، ثنا الربيع بن زيد ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما " .

              حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ، قال : حدثني محمد بن جعفر الرافقي ، حدثني محمد بن هارون بن بكار الدمشقي ، ثنا محمد بن سليمان التستري ، قال : سمعت ابن السماك ، يقول : أخبرني الأعمش ، عن أبي وائل شقيق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها " .

              حدثنا محمد بن حميد ، ثنا عبد الله بن صالح البخاري ، ثنا الحسن بن علي الحلواني ، ثنا عون بن عمارة ، ثنا بشر مولى هاشم ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي . فقال : " يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع ، أنضيت راحلتي ، فأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما اسمك؟ فقال : أنا زيد الخيل ، فقال : بل أنت زيد الخير ، فاسأل فرب معضلة قد سئل عنها ، قال : أسألك عن علامة الله فيمن يريد ، وعن علامته فيمن لا يريد؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به ، فإن عملت به أيقنت بثوابه ، وإن فاتني منه شيء حننت إليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذه علامة الله فيمن يريد ، وعلامته فيمن لا يريد ، ولو أرادك بالأخرى هيأك لها ، ثم لم يبال في أي واد هلكت " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية