الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد صدقكم [ 152 ] مدغما ، وكذا إذ تحسونهم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا في موضع رفع بالابتداء أو بالصفة ، أي منكم من يريد الغنيمة بقتاله ، ومنكم من يريد الآخرة بقتال . ثم صرفكم [ ص: 412 ] عنهم في هذه الآية غموض في العربية ، وذاك أن قوله - جل وعز - : ثم صرفكم عنهم ليس بمخاطبة للذين عصوا ، وإنما هو مخاطبة للمؤمنين ، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن ينصرفوا إلى ناحية الجبل ليتحرزوا إذ كان ليس فيهم فضل للقتال . ولقد عفا عنكم للعاصين خاصة وهم الرماة ، وهذا في يوم أحد كانت الغلبة بدءا للمؤمنين حتى قتلوا صاحب راية المشركين ، فذلك قول الله - تبارك وتعالى - : ولقد صدقكم الله وعده فلما عصى الرماة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشغلوا بالغنيمة صارت الهزيمة عليهم ، ثم عفا الله عنهم ، ونظير هذا من المضمر فأنـزل الله سكينته عليه أي على أبي بكر الصديق قلق حتى تبين له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكن ، وأيده بجنود لم تروها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية