الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 37 ] رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا

                                                                                                                                                                                                                                      رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا قال ابن جرير : أي: لا يملكون أن يخاطبوا الله. قال: والمخاطب المخاصم الذي يخاصم صاحبه. وقال غيره: أي: لا يملكهم الله منه خطابا في شأن الثواب والعقاب، بل هو المتصرف فيه وحده، وهذا كما تقول: (ملكت منه درهما) فـ: (من) ابتدائية متعلقة بـ "يملكون" ، وعلى ما ذكره ابن جرير من أن المعنى: لا يملكون أن يخاطبوه بشيء من نقص العذاب، فـ "منه" صلة خطابا كما تقول: خاطبت منك، على معنى: خاطبتك، كبعت زيدا، أو بعت من زيد، فـ "منه" بيان مقدم على المصدر لا صلة "يملكون" ، وقد قرئ: (رب)، و: (الرحمن) بالجر والرفع. وقرئ بجر الأول ورفع الثاني.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 6040 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية