الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التاسع من القوادح ( القدح في مناسبة الوصف ) للحكم المستدل عليه ( بما يلزم ) فيه ( من مفسدة راجحة ) على المصلحة التي من أجلها قضي عليه بالمناسبة ( أو مساوية ) لها . وذلك لما سبق من أن المناسبة تنخرم بالمعارضة ( وجوابه ) أي جواب هذا القدح ( بالترجيح ) أي ببيان ترجيح تلك المصلحة التي هي في العلة على تلك المفسدة التي يعترض بها تفصيلا أو إجمالا . أما تفصيلا : فبخصوص المسألة بأن هذا ضروري ، وذاك حاجي ، أو بأن هذا إفضاء قطعي أو أكثري ، وذاك ظني أو أقلي ، أو أن هذا اعتبر نوعه في نوع الحكم . وذاك اعتبر نوعه في جنس الحكم ، إلى غير ذلك . وأما إجمالا : فبلزوم التعبد لولا اعتبار المصلحة ، وقد أبطلناه .

مثاله أن يقال في الفسخ في المجلس : وجد سبب الفسخ فيوجد الفسخ . وذاك دفع ضرر المحتاج إليه من المتعاقدين . فيقال : معارض بضرر الآخر . فيقال : الآخر يجلب نفعا وهذا يدفع ضررا ، ودفع الضرر أهم عند العقلاء ، ولذلك يدفع كل ضرر . ولا يجلب كل نفع .

مثال آخر : إذا قلنا : التخلي للعبادة أفضل ; لما فيه من تزكية النفس . فيقال : لكنه يفوت أضعاف تلك المصلحة . منها : إيجاد الولد ، وكف النظر ، وكسر الشهوة ، وهذه أرجح من مصالح العبادة ، فيقال : بل مصلحة العبادة أرجح ; لأنها لحفظ الدين ، وما ذكرتم لحفظ النسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية