الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في تعليم الفرائض

                                                                                                          2091 حدثنا عبد الأعلى بن واصل حدثنا محمد بن القاسم الأسدي حدثنا الفضل بن دلهم حدثنا عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا القرآن والفرائض وعلموا الناس فإني مقبوض قال أبو عيسى هذا حديث فيه اضطراب وروى أبو أسامة هذا الحديث عن عوف عن رجل عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا بذلك الحسين بن حريث أخبرنا أبو أسامة عن عوف بهذا بمعناه ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه أحمد بن حنبل وغيره

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( تعلموا الفرائض والقرآن ) قيل المراد بالفرائض هنا علم الميراث ، وقيل ما افترض الله تعالى على عباده بقرينة ذكر القرآن ( وعلموا الناس ) المذكور ( فإني مقبوض ) يقبضني الله تعالى ويميتني .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث فيه اضطراب ) وقد بينه الترمذي بقوله ( وروى أبو أسامة إلخ ) قال الحافظ في الفتح : قد ورد في الحث على تعلم الفرائض حديث ليس على شرط المصنف أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه : تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض حتى يختلف الاثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما ، ورواته موثقون إلا أنه اختلف فيه على عوف الأعرابي اختلافا كثيرا ، فقال الترمذي إنه [ ص: 223 ] مضطرب والاختلاف عليه أنه جاء عنه من طريق ابن مسعود وجاء عنه من طريق أبي هريرة وفي أسانيدها عنه أيضا اختلاف ، ولفظه عند الترمذي من حديث أبي هريرة : تعلموا الفرائض فإنها نصف العلم وإنه أول ما ينزع من أمتي وفي الباب عن أبي بكرة أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق راشد الحماني عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه رفعه : تعلموا القرآن والفرائض وراشد مقبول لكن الراوي عنه مجهول ، وعن أبي سعيد الخدري بلفظ : تعلموا الفرائض وعلموها الناس أخرجه الدارقطني من طريق عطية وهو ضعيف ، قال ابن الصلاح : لفظ النصف في هذا الحديث بمعنى أحد القسمين وإن لم يتساويا ، وقال ابن عيينة إذا سئل عن ذلك : إنه يبتلى به كل الناس ، وقال غيره : لأن لهم حالتين حالة حياة وحالة موت ، والفرائض تتعلق بأحكام الموت انتهى ما في الفتح ملخصا .

                                                                                                          قلت : قوله ولفظه عند الترمذي من حديث أبي هريرة : تعلموا الفرائض إلخ ، فيه أن هذا ليس لفظ حديث أبي هريرة المذكور في الباب ، نعم رواه ابن ماجه والحاكم والدارقطني عنه بنحو هذا اللفظ كما ذكره الحافظ في التلخيص .




                                                                                                          الخدمات العلمية