الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 579 ] قوله تعالى : وأبرئ الأكمه والأبرص .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، من طريق الضحاك ، عن ابن عباس قال : الأكمه الذي يولد وهو أعمى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، من طريق عطاء، عن ابن عباس قال : الأكمه الأعمى الممسوح العين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيد، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في كتاب " الأضداد " ، عن مجاهد قال : الأكمه الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري ، عن عكرمة قال : الأكمه الأعمش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال : كان دعاء عيسى الذي يدعو به للمرضى والزمنى والعميان والمجانين وغيرهم : اللهم أنت إله من في السماء، وإله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، وأنت جبار من في السماء، وجبار من في الأرض، لا جبار فيهما غيرك، أنت ملك من في السماء، وملك من في [ ص: 580 ] الأرض، لا ملك فيهما غيرك، قدرتك في الأرض كقدرتك في السماء، وسلطانك في الأرض كسلطانك في السماء، أسألك باسمك الكريم، ووجهك المنير، وملكك القديم، إنك على كل شيء قدير . قال وهب : هذا للفزع والمجنون، يقرأ عليه ويكتب له ويسقى ماؤه إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن وهب قال : لما صار عيسى ابن اثنتي عشرة سنة، أوحى الله إلى أمه وهي بأرض مصر، وكانت هربت من قومها حين ولدته إلى أرض مصر : أن اطلعي به إلى الشام . ففعلت، فلم تزل بالشام حتى كان ابن ثلاثين سنة، وكانت نبوته ثلاث سنين، ثم رفعه الله إليه ، وزعم وهب أنه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة خمسون ألفا من أطاق منهم أن يبلغه بلغه، ومن لم يطق ذلك منهم أتاه عيسى يمشي إليه، وإنما كان يداويهم بالدعاء إلى الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية